د. ظافر بن سليمان الشهري
التعليم في المملكة العربية السعودية
يشهد التعليم في المملكة العربية السعودية تطورًا ملحوظًا هذا العام، يعبر عن الرؤية الطموحة لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان –حفظه الله– في بناء إنسان سعودي مبتكر، يجمع بين الفكر والمعرفة والمهارة، ويشارك في نهضة وطنه بثقة وفخر. فالتعليم في هذه الرؤية ليس مجرد نقل المعلومات فحسب، بل هو استثمار في العقول وصناعة للمستقبل.
عملية التعليم وتحديثها
تجلت خطوات التطوير التعليمي هذا العام في تجسيد عملي للأهداف والاستراتيجيات المنصوص عليها في رؤية المملكة 2030. وجاء التركيز على تعزيز المهارات الحديثة وتنمية التفكير النقدي والإبداعي لدى الطلاب، فضلاً عن تفعيل أساليب التعليم النشط، مما يجعل الطالب مركز العملية التعليمية بدلًا من كونه مستهلكًا للمعلومات.
كما تمثل دمج التقنيات الحديثة والمنصات الرقمية في التعليم أحد المحاور الأساسية في هذا التحول، مما ساهم في توسيع آفاق التعلم وجعله أكثر تفاعلية ومرونة، حيث يمكن للطلاب التعلم في أي وقت ومن أي مكان. ولم تغفل الجهود التطويرية أيضًا إعداد المعلمين وتأهيلهم ليكونوا مرشدين ملهمين، يجسدون حب التعلم وروح المبادرة في صفوفهم.
وتعتبر المناهج المطورة جزءاً بارزاً من هذا التوجه الوطني الطموح، إذ تم تصميمها لتلبية احتياجات المستقبل وبناء شخصية الطالب بشكل متكامل في الفكر والسلوك والمهارات. من بين الإضافات الجديدة، تم استحداث مواد مثل التفكير النقدي، المهارات الحياتية، الذكاء الاصطناعي، والبرمجة، وهي تمثل البوابة نحو مستقبل يعتمد على المعرفة والتقنية والابتكار. كما تمتاز المناهج بالتكامل بين المواد وربطها بالواقع، مما يعزز الفهم العميق وقدرة الطالب على تطبيق ما يتعلمه في حياته اليومية.
تجسد هذه الجهود التطويرية التي يتابعها سمو ولي العهد –أيده الله– إيمانه العميق بأن الاستثمار في التعليم هو الطريق الأنجح لبناء الوطن وتنميته. ومع استمرار هذا النهج الطموح، سوف تؤتي هذه الجهود ثمارها في جيل وطني واعٍ يمتلك مهارات العصر، ويشغل مكانه بفخر في مجالات العلم والابتكار، مساهماً في تحقيق النهضة الشاملة التي رسم ملامحها سموه برؤية ثاقبة وإصرار لا يعرف المستحيل.

تعليقات