“هل ينال ترمب جائزة نوبل للسلام؟” – أخبار السعودية

فرص فوز ترمب بجائزة نوبل للسلام

(توزع الفوائد الناتجة عن وصية العالم السويدي ألفريد برنارد نوبل إلى خمسة أجزاء متساوية تُعطى كجوائز سنوية للمتميزين في مجالات الفيزياء والكيمياء والفسيولوجيا أو الطب والأدب والسلام). وأشار نوبل في وصيته، التي كتبها عام 1895، إلى تفاصيل الجائزة المخصصة للسلام، حيث أوضح أنها تُمنح للفرد الذي بذل أقصى الجهود لتعزيز الأخوة بين الأمم، وتخفيض الجيوش، ودعم مؤتمرات السلام.

احتمالية فوز ترمب بجائزة السلام

تعتبر جائزة نوبل للسلام من الجوائز الأكثر جدلاً، إذ لا تستند إلى معايير علمية محددة مثل جوائز الفيزياء والكيمياء، وإنما تعتمد على أربعة معايير رئيسية، أهمها الجهود الملموسة مثل توقيع اتفاقيات السلام أو إنجاح وقف إطلاق النار، ثم استمرارية تلك الجهود وقدرتها على تحقيق تأثيرات مستدامة.
ومما يجدر الإشارة إليه هو وجود توقعات بفوز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب بجائزة نوبل للسلام، حيث قدمت بعض الدول، مثل إسرائيل وباكستان، ترشيحات لترمب، رغم أن تقديم الطلب جاء بعد انتهاء فترة الترشيحات.
يرى ترمب أنه ساهم في تقليل التوترات وإيقاف العديد من النزاعات خلال ولايتيه، حيث قام بتنظيم ثلاث قمم مع الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون بين عامي 2018 و2019، مما ساهم في تخفيف التوتر العسكري بين الكوريتين وتوقف التجارب النووية لكوريا الشمالية مؤقتاً.
من الإنجازات التي يفاخر بها ترمب هي اتفاقات أبراهام، التي أدت إلى تحقيق السلام بين أربع دول عربية وإسرائيل، وهو يسعى لاستكمال هذا المسار، على الرغم من أن التصريحات والممارسات الإسرائيلية بشأن حل الدولتين تمثل تحدياً لذلك.
بالإضافة إلى ذلك، تمثل اتفاقية الإدارة الأمريكية مع طالبان في الدوحة، والاتفاق بين صربيا وكوسوفو، والتي فتحت آفاق التعاون التجاري والدبلوماسي، مُنجزات أخرى تضاف إلى سجل ترمب. ومن ناحية أخرى، يسعى ترمب في الوقت الحالي لخفض التوترات بين باكستان والهند، وهي مبادرة قد تجنب المنطقة صراعات خطيرة بين دولتين نوويتين.
ومع ذلك، تظل القضايا الكبرى عائقاً أمام تحقيق السلام، أبرزها الصراع المستمر بين روسيا وأوكرانيا، والذي لم يشهد أي تقدم نحو وقف إطلاق النار على الرغم من بعض الآمال التي اندلعت بعد قمة ألاسكا بين ترمب وبوتين.
كذلك، يعتبر الصراع في غزة وتداعياته الإقليمية عنصرين معقدين، خاصة في ظل العمليات العسكرية الإسرائيلية التي قد تؤدي إلى تصعيد جديد.
ويبقى أن مبادرة ترمب لوقف إطلاق النار في غزة وإعادة الرهائن تمثل خطوة هامة، ومع ذلك يبقى الضغط المستمر على كلا الطرفين حماس وإسرائيل تحدياً لضمان استدامة الحلول المطلوب تنفيذها.
رغم المنجزات التي تحققت خلال فترتي ترمب في الحكم، تظل فرصه في الحصول على الجائزة هذا العام غير مؤكدة، حيث يعتمد الحكم النهائي للجنة على تقييم إنجازاته وما إذا كانت تمثل تغييراً إنسانياً حقيقياً.