جبال طويق وشموخ همّة السعوديين
استعان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- بتشبيه عظمة الشعب السعودي وتمسكه بقيادته بجبال طويق الشامخة، حيث قال: “همّة السعوديين كجبل طويق.. لن تنكسر إلا إذا تساوى في الأرض”. هذا التشبيه يجسد همّة السعوديين التي تطمح إلى العلا، وتتوجها همّة الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وتدعمها همّة ولي العهد التي تتطلع لحياة أفضل لشعبه. لقد أثبت علماء الأجناس والمناخ أن الشعوب التي تعيش في المناطق الجبلية تتمتع بشجاعة وقوة أكبر مقارنةً بسكان السهول، وهذا يعكس ارتباط قوة الشعب السعودي ببيئته الجغرافية التاريخية.
المميزات التاريخية والجغرافية لجبل طويق
تمتد سلسلة جبال طويق من الربع الخالي في الجنوب إلى الزلفي في الشمال، وقد تركت بصمات عميقة في تاريخ البشرية، لتلهم الشعراء بقصائد مبدعة تعكس قوتها، وتشهد على الأمم والحضارات السابقة. في السعودية، تعد جبال طويق واحدة من أبرز المعالم الجغرافية، حيث تمتد لأكثر من 800 كيلومتر، بدءاً من رمال نفود الثويرات في الزلفي وحتى أطراف الربع الخالي. هذا الجبل العريق يحمل دلالات قوية تتعلق بالشموخ والثبات، وغالباً ما يُشار إليه في التراث كـ”جبل العارض” أو “عارض اليمامة”، حيث تركزت حوله العديد من المدن والقرى التاريخية منذ العصور الجاهلية.
تعد جبال طويق رمزاً للقوة والشموخ، وقد ارتبطت بشكل عميق بهوية الإنسان السعودي. ومن هذه الشموخ استلهم ولي العهد مقولته الشهيرة التي شددت على أهمية فارق الهمة في السعي لتحقيق الإنجازات. إضافة إلى ذلك، مشروع مدينة “القديّة” يأتي كأحد رؤية المملكة 2030 ويعتبر من المبادرات الكبرى. هذه المدينة تقع في قلب جبال طويق وتعتبر مركزاً للترفيه والرياضة والثقافة، مما يعزز من تنمية الاقتصاد المحلي ويوفر فرص عمل جديدة لشباب الوطن.
بمساحة تتجاوز 360 كيلومتراً مربعاً، تستهدف القديّة جذب المستثمرين وتعزيز الاقتصاد المحلي، مما سيعود بالنفع على سكان الرياض. إن ارتباط اسم “طويق” بتاريخ المملكة، يجعل منه رمزاً للفخر والعزيمة، حيث يتجلى ذلك في جميع مجالات الحياة اليومية مثل الأحياء والشوارع والأندية الرياضية. هذه الجبال ليست مجرد تكوينات جغرافية، بل هي ذاكرة وطنية حية تحتفظ بتفاصيل تاريخ الشعب السعودي وإرادته القوية.

تعليقات