الدكتور يسرى جبر يتناول تفسير قول الصحابي: ‘فأهوى رجل منهم بسهم فحبسه الله’

المشية الإلهية في الأقدار

تحدث الدكتور يسري جبر، أحد علماء الأزهر الشريف، عن تفسير قول الصحابي رافع بن خديج رضي الله عنه في حديثه: “فأهوى رجل منهم بسهم فحبسه الله”. وقد أشار إلى أن الصحابي تصرف مع البعير عند انفلاته كما يتعامل المرء مع الصيد الوحشي، حيث حاول أن يوقفه قبل أن يفر بشكل نهائي.

تفسير الفعل ونتائجه

في البرنامج الذي يُبث على قناة الناس، أوضح الدكتور يسري أن الصحابي لم يقصد من تعبيره أن السهم هو الذي حبس البعير، بل قال: “فحبسه الله”، مما يعكس أدبًا نبويًا عظيمًا. فكان الصحابة مدركين بأن الشريعة تأمرهم بخطوات احتياطية، لكن النتائج النهائية بيد الله تعالى. هذا الشعار يتجلى في حياة النبي ﷺ، إذ كان يأخذ بالأسباب جميعها في مواجهة الأعداء، مثل تجهيز الجيوش، وحفر الخندق، ووضع الخطط الاستراتيجية؛ وبعد النصر، كان يشكر الله قائلاً: “الحمد لله الذي نصر عبده وهزم الأحزاب وحده”. هذه الحالة تظهر بوضوح أن النصر هو بإرادة الله وحده، وليس فقط نتاج تدبير البشر.

ويؤكد الدكتور يسري أن هذا الفهم العميق لمبادئ الإيمان جاء نتيجة لتربية النبي ﷺ للصحابة. فالمؤمن يقوم بمزج الحكمة في اتخاذ الأسباب ومشاهدة الفاعل الحقيقي، وهو الله عز وجل. ومن الجميل أن نقول: “مرضتُ فأخذتُ الدواء فشفاني الله”، بدلاً من القول: “شفاني الدواء”. هذا التعبير يعكس الفهم الحقيقي للأسباب وآثارها، مع التركيز على القوة المطلقة لله في كل ما يحدث.