الأمن الغذائي في المملكة العربية السعودية: رؤية مستقبلية
أكد الدكتور علي الشيخي، وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة المساعد للثروة الحيوانية والسمكية، أن المملكة تسجل مكانة رائدة عالميًا في تبني التكنولوجيا الحديثة لتعزيز الأمن الغذائي. وأشار في حوار له مع قناة “الإخبارية” إلى أن مؤشر الأمن الغذائي أصبح مقياسًا مهمًا لتقييم أداء الحكومات، مما يجعل الخطط المتعلقة بهذا القطاع أولوية لدى صانعي القرار.
استدامة الإنتاج الغذائي
ذكرت الشيخي أن المملكة وضعت استراتيجية شاملة تركز على استقرار النظام الغذائي من خلال تعزيز الإنتاج المحلي وتطوير سلاسل الإمداد باستخدام تقنيات ذكية. تمثل هذه الجهود جزءًا من رؤية السعودية 2030 التي تأخذ في اعتبارها الأمن الغذائي كأحد محاور التحول الوطني لتنويع الاقتصاد.
وأوضح الشيخي أن المملكة تستثمر في الزراعة الذكية والذكاء الاصطناعي، بهدف رفع كفاءة الإنتاج وتقليل الفاقد في مراحل الزراعة والتوزيع. يتماشى هذا التوجه مع الرد على التحديات العالمية مثل التغير المناخي وندرة المياه، خصوصًا في ظل الضغوط المتزايدة على الأنظمة البيئية.
وأشار إلى أن نجاح السياسات يعتمد على إدارة الموارد الطبيعية بحذر، وخاصة في قطاع المياه، حيث تُبذل جهود لتقليص الاعتماد على المياه الجوفية. وتبنت المملكة سياسات حكيمة فيما يتعلق باستخدام المياه عبر تقنيات تحلية المياه وتطبيقها في الزراعة بأساليب فعالة.
تسهم هذه السياسة في الحفاظ على المخزون الاستراتيجي للمياه دون التأثير على الاحتياجات الزراعية أو الحضرية. وتحتل الاستدامة مكانة بارزة في قياس الأمن الغذائي، حيث يشمل ذلك ليس فقط توفر الغذاء، ولكن أيضًا الاستدامة في الإنتاج والكفاءة في الإدارة.
تركز الوزارة على زيادة كفاءة سلسلة التوريد من المزرعة إلى المستهلك للحد من الهدر وتعزيز المخزون الغذائي الوطني. وفي هذا السياق، تسعى الوزارة للتعاون مع القطاع الخاص لتعزيز الابتكار وزيادة فرص الاستثمار في مشاريع الأمن الغذائي والتقنيات الزراعية الحديثة.
تزداد أهمية هذه الخطوة في ضوء الاضطرابات العالمية التي تؤثر على حركة التجارة، ما يجعل تعزيز الإنتاج المحلي وأمن السوق الداخلي أمرًا بالغ الأهمية. تعمل الوزارة مع جهات حكومية متعددة على تطوير السياسات اللازمة لضمان توازن العرض والطلب وتوفير الغذاء بشكل مستقر وآمن.
لا يغفل هذا التوجه البعد الصحي، حيث تلتزم المملكة بتحقيق أعلى المعايير في جودة المنتجات الزراعية والحيوانية. وتظهر التقارير الدولية تحسن ترتيب المملكة في مؤشرات الأمن الغذائي، كنتيجة للجهود المستمرة والتطويرات المؤسسية.
تؤكد هذه النتائج الاعتراف الدولي بفعالية السياسات السعودية في مجال الأمن الغذائي، وتطبيقها لأساليب تحول التحديات إلى فرص للنمو والابتكار. تعكس تصريحات الشيخ الشيخي الثقة المتزايدة في قدرة المملكة على تحقيق الاكتفاء الذاتي التدريجي، وتعزيز دورها الإقليمي في نظام الأمن الغذائي. تستمر الجهود لتحقيق التوازن بين الإنتاج والاستهلاك، مع الحفاظ على الموارد للأجيال المقبلة.
تعليقات