تصاعد الانتهاكات في الفاشر: دعوة لحماية حقوق الإنسان
دعا المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إلى اتخاذ “إجراءات عاجلة” لوقف ما وصفه بـ”احتمال وقوع انتهاكات جسيمة ذات طابع إثني” في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور. تأتي هذه الدعوة بعد “حصار طويل الأمد” تفرضه قوات الدعم السريع على المدينة، حيث أشار تورك إلى أن الفاشر، بعد أكثر من 500 يوم من القتال المتواصل والحصار المسلح، تقف الآن “على حافة كارثة إنسانية متفاقمة” ما لم يتم “التحرك الفوري لتخفيف الضغط العسكري وحماية السكان المدنيين”.
استفحال الأوضاع الإنسانية
تزامن تحذير المفوض السامي مع ورود تقارير تفيد بتموضع “طائرات مسيّرة بعيدة المدى” تابعة لقوات الدعم السريع في جنوب دارفور، مما أثار “مخاوف من تصعيد محتمل” في العمليات العسكرية. يعيش المدنيون في الفاشر “ظروفًا قاسية” حيث يتحملون “العبء الأكبر من الهجمات المتكررة”، سواء كانت عشوائية أو موجهة، في ظل تصاعد القتال. وأفادت تقارير بسقوط “عشرات الضحايا المدنيين” نتيجة قصف مدفعي وهجمات بالطائرات المسيّرة، مع استخدام هذه العمليات للدفع نحو النزوح القسري للمدنيين، بما في ذلك نازحون من مخيم أبو شوك.
تعرض حي الدرجة الأولى في الفاشر، الذي استقبل نازحين، لسلسلة من الهجمات بما في ذلك “ضربتان بطائرات مسيّرة” استهدفتا سوقًا. كما تم استهداف “مسجد” في وقت سابق وأسفر عن خسائر بشرية كبيرة. في 30 سبتمبر، تلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان “تقارير موثوقة” عن تعرض مطبخ مجتمعي في حي أبو شوك لقصف مباشر، مما أدى إلى سقوط العديد من الضحايا المدنيين. تشير هذه الهجمات إلى نمط متكرر من استهداف الأعيان المدنية، مما يثير القلق حول “نوايا متعمدة لإفراغ المدينة من سكانها”.
شدد تورك على ضرورة “ضمان حماية المدنيين المتبقين في الفاشر”، بما في ذلك “الفئات الأكثر عرضة للخطر” مثل كبار السن والمعاقين. كما طالب بـ”ضمان المرور الآمن والطوعي للمدنيين الراغبين في مغادرة المدينة”. تأتي هذه الدعوات بعد تقارير متكررة عن “انتهاكات خطيرة” ضد الفارين، تضمنت التعذيب والاختطاف، مما يثير مخاوف من تكرار الاعتداءات ذات الدوافع الإثنية. في ظل الحصار المستمر، يواجه سكان الفاشر “أزمة إنسانية خانقة” مع وصول “محدود للغاية” للغذاء والماء.
أشار تورك إلى أن “تناقص الإمدادات الأساسية وارتفاع الأسعار بشكل هائل” يزيد من تفاقم الوضع، خاصًة بعد الهجوم الأخير على أحد المطابخ المجتمعية. ندّد المفوض السامي بـ”القيود المفروضة” من قبل قوات الدعم السريع على إدخال الموارد الأساسية إلى المدينة. جدد تورك دعوته إلى “رفع الحصار فورًا” وضمان “وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق”، مؤكدًا على الحظر القانوني على استخدام التجويع كسلاح في النزاعات المسلحة.
في ختام بيانه، دعا تورك جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك “الدول ذات التأثير المباشر”، إلى “اتخاذ تدابير عاجلة لمنع وقوع انتهاكات واسعة النطاق”، مؤكدًا أن “الفظائع ليست حتمية بل يمكن تفاديها” إذا التزمت جميع الأطراف بـ”احترام القانون الدولي” ووضعت “حياة المدنيين وممتلكاتهم في صدارة أولوياتها”.
تعليقات