أهمية المصافحة بعد الصلاة
تعتبر الصلاة حلقة وصل بين العبد وربه، حيث تتجلى فيها الرحمات ويعيش المؤمنون أجواء من الألفة والمحبة. وعند الانتهاء من أداء الصلاة، تنهمر مشاعر الإخاء بين المصلين، ومن أبرز هذه الممارسات هي المصافحة وتبادل عبارات الدعاء مثل “حرمًا”. السؤال هنا: هل يستند هذا السلوك إلى أصول شرعية؟
تبادل التحية بعد الصلاة
تشير الفتاوى إلى أن المصافحة بين المصلين بعد الصلاة تعتبر جائزة ومستحبة في الإسلام، حيث تعزز أواصر المحبة وتؤكد على الألفة بين المسلمين. وقد ورد في الأحاديث النبوية أهمية المصافحة، حيث جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غُفر لهما قبل أن يتفرقا».
هذا ويُعتبر تقديم المصافحة عادة محببة في كل لقاء، سواء كان بعد الصلاة أو في أماكن أخرى، فهي كفيلة بمغفرة الذنوب وإرساء أجواء الألفة بين الناس. وقد أشار عدد من أبرز العلماء، مثل الإمام النووي والطحطاوي والشرنبلالي، إلى استحباب المصافحة بعد الصلوات، مشيرين إلى أن الصلاة تُعد بمثابة غيبة حكمية، لذا فإن المصافحة بعد الصلاة تُعتبر تجديدًا للعلاقة والمودة بين المسلمين.
أما فيما يخص عبارة “حرمًا” التي تُقال بعد الصلاة، فقد تم التأكيد على أنها جائزة أيضًا، حيث تعبر عن رغبة المسلم في جمعه بأخيه في الحرم الشريف، وهذا دعاء مستحب. في الوضع نفسه، يُرد المعانق بقول “جمعًا”، مما يعبّر عن الدعاء بالتضامن في الطاعات والمشاعر المقدسة. هذا يمثل صورة جميلة لتبادل الدعاء بالخير، وهو ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه».
تأتي أهمية الدعاء بعد الصلوات المفروضة كأحد الأوقات التي تُستجاب فيها الدعوات، مما يجعل من تبادل هذه العبارات الطيبة واحدة من الأعمال المشروعة والمحببة في الشرع. وفي الختام، تظل المصافحة بعد الصلاة وتبادل كلمة “حرمًا” من العادات الحسنة التي تُجاز شرعًا، حيث تجمع بين مشروعية المصافحة وسنة الدعاء، وتعكس روح الأخوة والمودة بين المسلمين.
تعليقات