د. العريفي: تاريخ السعودية العريق وحكم آل سعود المستمر منذ ثلاثة قرون

تاريخ المملكة العربية السعودية وأهميته الحضارية

أكد الدكتور سعد العريفي أن المملكة العربية السعودية ليست دولة طارئة على التاريخ، بل هي عميقة الجذور في قلب الحضارة الإنسانية. وبين أن أسرة آل سعود تولت حكم المملكة منذ ثلاثة قرون، بدءًا من عام 1139هـ الموافق 1627م حتى يومنا هذا. جاء ذلك خلال ندوة بعنوان “قراءة في التاريخ الوطني للمملكة: من التأسيس إلى الرؤية”، ضمن فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 2025. وأشار العريفي إلى أن الثلاثمئة عام من الامتداد التاريخي هو مظهر من مظاهر عراقة المملكة، ويمثل نقطة التقاء تاريخية مع كبرى دول العالم الحديثة.

واستعرض العريفي البدايات الأولى للدولة السعودية، حيث اعتبر الدرعية رمزًا حضاريًا عميقًا في الذاكرة السعودية. وقد أشار إلى أن تأسيسها على يد مانع المريدي عام 850هـ كان بمثابة نقطة تحول تاريخية في المنطقة، حيث انتقلت من كونها إمارات متنازعة إلى كيان يسعى لتأمين طرق الحج والتجارة. واستمرت الدرعية على مر العصور رمزًا جامعا لكل مواطني الدولة، مما يعكس الوحدة الوطنية ورؤية الأئمة التي تحقق في مشروع التأسيس، وما زالت مستمرة في حاضر المملكة ومستقبلها.

المرتكزات التاريخية للدولة السعودية

انتقل العريفي للحديث عن مرحلة التوحيد الثالثة التي قادها الملك عبدالعزيز، واصفًا إياها بأنها واحدة من أكبر ملاحم التاريخ الحديث. كما أشار إلى لحظة استرداد الرياض عام 1902م، والتي كانت مفصلية في رسم ملامح الدولة الحديثة. وتحدث عن تفاصيل استعادة الرياض، مبرزًا شجاعة الملك عبدالعزيز -طيَّب الله ثراه- الذي بدأ هذه الملحمة التاريخية بعدد قليل من الرجال، مما علامات جديدة في تاريخ البلاد. بعد ثلاثين عاماً من النضال، تحقق توحيد المملكة عام 1932م نتيجة لأهداف الملك المؤسس في الأمن والاستقرار، حيث أسس الهجر للتقليل من التوترات القبلية، وأدخل التعليم والتقنيات الحديثة.

توقف العريفي عند قصة العلم السعودي، مبينًا تميزه بين أعلام العالم، كونه العلم الوحيد الذي لا يُنكّس لأنه يحمل شهادة التوحيد، وهو رمز يوحد الأمة ويعكس قيمها. وقد أفصح العريفي عن رؤية المملكة 2030، مؤكداً أنها امتداد تاريخي لجذور السعودية، إذ تنطلق من الإرث الأصيل لبناء مشروع حضاري معاصر يقوم على الابتكار والتقنية.

في ختام حديثه، سلط العريفي الضوء على المواقف التاريخية للمملكة التي عززت من مكانتها الإقليمية والدولية، معبرًا عن أهمية القيم التي قامت عليها الدولة منذ تأسيسها، ودورها في توجيه حاضر المملكة والمستقبل. أكد أن التاريخ الوطني يشكل ركيزة أساسية لبناء الهوية وتعزيز الوحدة الوطنية، مما يعزز العلاقة بين الماضي والحاضر.