عمارة جروبي: أيقونة وسط البلد تتألق في فنون متعددة

عمارة جروبي: رمز حضاري في قلب القاهرة

استعرض الجهاز القومي للتنسيق الحضاري مبادرة بعنوان “إنتو أصل الحكاية” التي تهدف إلى تقديم لمحات من التاريخ العمراني المصري. وتحديدًا، تم تسليط الضوء على عمارة جروبي، التي تعد نموذجًا فنيًا واجتماعيًا مميزًا في مدينة القاهرة. تقع العمارة في ميدان طلعت حرب، حيث تتداخل الذاكرة مع الفنون المعمارية، لتروي قصة حية عن فترة الازدهار في تاريخ العاصمة المصرية.

تحفة معمارية من عصر النهضة

أنشئت عمارة جروبي عام 1924 على قطعة أرض كانت ملكًا للقنصل البرتغالي أنطونيو الزغب، حيث قام السويسري جاك اشيل جروبي بإنشاء هذا المعلم العمراني الذي أصبح رمزًا للرفاهية والعصرية. بعد افتتاحه في 12 مارس 1925، أصبح المكان ملتقى للنخبة، يعكس الثقافة والحياة الكوزموبوليتانية للقاهرة. المصمم جيوسبي مازا من إيطاليا لعب دورًا رئيسيًا في تصميم العمارة، بينما قام فنانون آخرون بتزيينها بزخارف فنية رائعة، مما أعطى المبنى جاذبية خاصة.

تميز جروبي بطراز معماري يجمع بين اللمسات الحديثة وعناصر التقليد المعماري الكلاسيكي، حيث يحتوي المبنى على واجهات أنيقة وطرز معمارية متنوعة. لم يكن جروبي مجرد مكان لتناول الحلويات، بل أصبح مركزًا اجتماعيًا تجمع فيه المصريون والأجانب للاستمتاع بالوجبات الفاخرة والموسيقى الحية. تأثرت شخصيات تاريخية بارزة بجو المكان، من الملك فاروق إلى الكتاب والفنانين، مما جعله نقطة انطلاق ثقافية هامة.

تمر الأيام وتظل الروح الفنية للعمارة قائمة، رغم تعرضها لتحديات مثل الحريق الذي دمر جزءًا منها في عام 1952. وعلى الرغم من إغلاق محل جروبي لبضعة سنوات، إلا أن المعلم التاريخي لا يزال يحتفظ بسحره وجاذبيته، حيث تم البدء في ترميمه ليعود إلى الحياة مجددًا. يعتبر جروبي الآن رمزًا للحداثة والاختلاط الثقافي، ويحكي قصصًا متنوعة عن تاريخ مصر الحديث.

بفضل شهرتها، تم تصوير جروبي في العديد من الأفلام المصرية، حيث تم استخدامه كخلفية لقصص متعددة تعكس تاريخ المكان ودوره في حياة المصريين. تعد هذه العمارة بمثابة الشاهد على التغيرات الاجتماعية والسياسية في مصر، حيث احتضنت العديد من الفعاليات الثقافية والسياسية، مما يجعلها جزءًا لا يتجزأ من تاريخ القاهرة.

عمارة جروبي
عمارة جروبي