تحالف القاهرة للابتكار: خطوات نحو مستقبل واعد في الإبداع التكنولوجي

تحالف القاهرة: إنجاز في مجال الابتكار والتنمية

حقق تحالف القاهرة المرتبة ٨٣ على مستوى العالم، ليكون التحالف المصري والعربي والإفريقي الوحيد الذي يظهر ضمن قائمة المائة مؤسسة الرائدة في مجال الابتكارات والتنمية، وذلك وفقًا لدليل الابتكار العالمي الذي تصدره المنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO). يعتبر هذا الإنجاز خطوة مهمة لنقل تحالف القاهرة، الذي تقوده جامعة القاهرة، إلى المستوى العالمي.

التعاون الإقليمي من أجل الابتكار

تعمل التحالفات المؤسسية على ردم الهوة بين نتائج البحث والتطوير وقطاعات الإنتاج السلعى والخدمات، من خلال جمع أفضل الجامعات والباحثين والمخترعين وأصحاب رأس المال الاستثماري وشركات البحث والتطوير لدفع الأفكار الرائدة للأمام. ويرتكز مفهوم “التحالفات من أجل الابتكار” على معاهد البحث العلمي ومراكز الابتكار والجامعات، بهدف تعزيز التطوير التكنولوجي والتحديث، بالإضافة إلى كونها تجمعًا إقليميًا يضم مجموعة متنوعة من الخدمات والموردين والممولين، إلى جانب بنية تحتية متخصصة وعمالة متعلمة ومؤهلة.

استنادًا إلى النموذج المفاهيمي السابق، تم تحديد أفضل ١٠٠ تحالف على مستوى العالم في عام ٢٠٢٥ من خلال ثلاثة مقاييس إحصائية تحليلية. يقيس المقياس الأول عدد طلبات “براءات الاختراع المُسجلة”، بينما يركز المقياس الثاني على الإنتاج البحثي عبر “المقالات العلمية المنشورة”، ويعكس المقياس الثالث البعد الاقتصادي للتحالف المعتمد على صفقات رأس المال الاستثماري.

يعتبر تحالف القاهرة، بقيادة جامعة القاهرة، إطارًا معرفيًا يهدف لتعزيز التعاون بين الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية والتكنولوجية ومراكز البحث العلمي، بالإضافة إلى مؤسسات الصناعة والمجتمع المدني في إقليم القاهرة الكبرى. ويضم التحالف جامعات مثل القاهرة، عين شمس، حلوان، بنها، والأزهر، بالإضافة إلى عدد من الجامعات الخاصة والمراكز البحثية وقطاع الأعمال وبعض مؤسسات المجتمع المدني.

تعود جذور إنشاء هذا النوع من التحالفات الإقليمية إلى “الرؤية الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي” التي أطلقها الدكتور محمد أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، في مارس ٢٠٢٣، في إطار الجهود الرامية لتحقيق التكامل بين الكيانات الأكاديمية والبحثية ومؤسسات الصناعة، ودعم الاقتصاد الوطني لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. وتضمن بعد الرؤية الاقتصادي إنشاء “تحالفات إقليمية” لدفع الأفكار الرائدة المبتكرة خلال السبعة أقاليم المصرية، بما في ذلك القاهرة الكبرى والإسكندرية والدلتا وغيرها. وقد شكل أداء تحالف القاهرة الكبرى على المستوى العالمي بداية جيدة لهذا الاتجاه، مع توقع تحقيق إنجازات مماثلة من تحالفات إقليمية أخرى إذا اتبعت التوجهات المناسبة.

تشير مؤشرات دليل الابتكار العالمي لعام ٢٠٢٥ إلى أن تحالف القاهرة قد أسفر عن تسجيل سبع براءات اختراع، ونحو ١١١٥ بحثًا علميًا منشورًا دوليًا، بالإضافة إلى ٢١ صفقة رأس المال الاستثماري لكل مليون نسمة من السكان خلال السنوات الخمس الأخيرة، مما جعله يحتل المرتبة ٨٣ عالميًا من حيث حجم المخرجات. كما سجلت براءات اختراع تحالف القاهرة المسجلة بالتعاون مع مجموعات دولية ما نسبته ٢٣٪ من إجمالي البراءات، بينما حققت ٣٩٪ من المقالات العلمية بالتعاون مع جهات خارجية.

وفي جانب النشر العلمي، احتلت علوم الكيمياء المركز الأول، فيما جاءت الهندسة في المرتبة الثانية، تليها المجالات الحيوية. كما تصدرت التكنولوجيا الطبية عدد براءات الاختراع المسجلة في التحالف، يلتها مجالات القياس والمعايرة.

وعلى صعيد المؤسسات، تفوقت جامعة القاهرة في عدد المقالات العلمية المنشورة خلال السنوات الخمس الماضية، تلتها جامعة عين شمس والمركز القومي للبحوث. وبينما تميزت الجامعات والمراكز البحثية في النشر العلمي، تمحور تفوق عدد براءات الاختراع حول شركات الأعمال الإنتاجية، مما يعكس تنوع الإنجازات ضمن التحالف.

لذا، من المنتظر أن يساهم هذا التحالف المهم في توجيه المزيد من الابتكارات والأبحاث الرائدة خلال الفترة القادمة.