معرض القاهرة الدولي للكتاب
مع اقتراب الدورة السابعة والخمسين من معرض القاهرة الدولي للكتاب، لا تزال تفاصيل النسخة الجديدة غير واضحة، خاصة بعد التغييرات الإدارية الأخيرة التي أثرت على شكل المعرض وهويته الثقافية. ومع غياب الرؤية الكاملة لإدارة المعرض حتى الآن، يبقى اختيار شخصية العام أحد أبرز الملفات التي تترقبها الأوساط الثقافية سنويًا، نظرًا لما تحمله من رمزية في تكريم المبدعين والمفكرين المصريين والعرب.
شخصية العام
هذا العام، يطرح الوسط الثقافي تساؤلًا ملحًا: هل سيتم اختيار الكاتب الكبير الراحل صنع الله إبراهيم كشخصية العام لمعرض القاهرة الدولي للكتاب؟ يأتي ذلك في وقت يشهد فيه رحيل صنع الله إبراهيم في 13 أغسطس من العام الحالي أثرًا كبيرًا في الأوساط الثقافية والسياسية على حد سواء. فقد تابع الرئيس عبد الفتاح السيسي حالته الصحية وأمر بعلاجه على نفقة الدولة، كما تواصل هاتفياً معه قبل رحيله، نعاه أيضًا رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، وكان وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو يتابع وضعه الصحي حتى اللحظة الأخيرة وحرص على وداعه شخصيًا.
هذا الاهتمام الرسمي والشعبي الواسع جعل اسم صنع الله إبراهيم يتصدر المشهد الثقافي، مما دفع الكثيرين للتساؤل حول إمكانية تكريم الدورة الحالية له بشكل خاص. ومع ذلك، توجد اعتبارات مرتبطة بتوجه إدارة المعرض عند اختيار شخصية العام، فكان من المعتاد تكريم أسماء من مجالات فكرية وإبداعية متنوعة أو شخصيات رحلت منذ زمن بعيد وتركت بصمات في مجالات المعرفة المختلفة، مما قد يعقد عملية الاختيار لصالح صنع الله إبراهيم بمفرده.
رغم غموض الموقف، يبقى السؤال: هل سيكون هناك احتفاء خاص بأعمال صنع الله إبراهيم ومسيرته الأدبية، حتى وإن لم يُعلن اسمه رسميًا كشخصية العام؟ الكاتب الذي ارتبط اسمه بالواقعية النقدية واهتمامه بقضايا المجتمع يستحق أن تكون أعماله جزءًا أساسيًا من برنامج المعرض، سواء عبر الندوات أو إصدارات خاصة تستعيد مسيرته الأدبية.
إن ملامح الدورة السابعة والخمسين لم تتضح بشكل كامل حتى الآن، إلا أن كل المؤشرات توحي بأن اسم صنع الله إبراهيم سيظل حاضرًا في النقاشات الثقافية، سواء تم اختياره كشخصية العام أم شهيدًا لندوات وفعاليات تكريمية تبرز إرثه الفكري والأدبي.

تعليقات