القهوة السعودية: طعم الأصالة وتجسيد الثقافة

البُن السعودي: رمز ثقافي واقتصادي

يمثل البُن السعودي أحد أبرز المنتجات الزراعية الوطنية التي تتمتع بقيمة ثقافية واجتماعية واقتصادية عميقة. تولي المملكة اهتمامًا خاصًا للبُن، كونه رمزًا لعراقة التراث الوطني وركيزة واعدة لتنمية المناطق الريفية، فضلاً عن كونه يوفر فرص اقتصادية مستدامة للمزارعين. يتماشى ذلك مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تسعى لتعزيز التنوع الزراعي ودعم التنمية الريفية. تزرع شجرة البُن بشكل رئيسي في المرتفعات الجبلية للمناطق الجنوبية الغربية والجنوبية، حيث تتسم بيئتها بمناخ ملائم وتربة خصبة، مما يسهم في إنتاج نوعية عالية من البُن تتميز بمذاق فريد.

القهوة السعودية: تقاليد وطرق تحضير متنوعة

تختلف طرق تحضير القهوة في مختلف مناطق المملكة، حيث يُظهر كل منطقة أسلوبها الخاص في إعداد القهوة السعودية. في المناطق الشمالية، تُعرف القهوة بالحمصة الداكنة مع إضافة الهيل، مما يمنحها نكهة خاصة تعكس تقاليد المنطقة. بينما في المنطقة الجنوبية، يعتمد إعداد القهوة على الحمصة الفاتحة مع إضافة الزنجبيل والزعفران والقرفة والقرنفل، مما يجعلها جزءًا لا يتجزأ من عاداتهم الراسخة. أما في المناطق الشرقية والغربية والوسطى، فتمتاز بإعداد القهوة بالحمصة المتوسطة، مع إضافة الهيل والزعفران، مما يشكل تنوع طرق التحضير رمزًا يُبرز عمق الثقافة والضيافة العربية الأصيلة في المملكة.

وأوضحت وزارة البيئة والمياه والزراعة بالتزامن مع اليوم العالمي للبُن، الذي يُحتفل به في الأول من أكتوبر سنويًا، أن عدة مناطق في المملكة مثل جازان، عسير، الباحة، مكة المكرمة، ونجران تحتضن ما يزيد عن 1.3 مليون شجرة بُن مثمرة. تنتج هذه الأشجار أكثر من 870 طنًا من البُن النقي سنويًا. منطقة جازان تحتل المرتبة الأولى من حيث عدد الأشجار المثمرة، حيث تتجاوز 966 ألف شجرة، وتنتج أكثر من 642 طنًا من البُن الصافي، تليها منطقة عسير بأكثر من 243 ألف شجرة تُنتج 175 طنًا. فيما يبلغ عدد أشجار البُن المثمرة في منطقة الباحة حوالي 72 ألف شجرة، بينما تمت زراعة نحو 540 ألف شجرة في مدينة البُن التنموية بالمنطقة، التي لا تزال في مراحل نموها الأولى. ويتوقع أن تُساهم هذه الأشجار في زيادة الإنتاج في المستقبل، إذ ينتج المنطقة حاليًا أكثر من 36 طنًا من البُن النقي. بالإضافة إلى ذلك، تضم منطقة مكة المكرمة أكثر من 12 ألف شجرة مثمرة، مما ينتج نحو 10 أطنان من البُن، في حين تحتوي منطقة نجران على أكثر من 9 آلاف شجرة، تُنتج ما يفوق 7 أطنان من البُن الصافي.