كريم الشناوي: أزمة إضراب مخرج عن الطعام تكشف عن خطر تحول المظلومية إلى قانون مهدد

مواجهة المظلومية في صناعة السينما المصرية

أشار المخرج كريم الشناوي إلى أن من أكبر التحديات التي تواجه الصناعات الإبداعية هي ترسيخ مفهوم المظلومية، وذلك في أعقاب قرار إدارة سينما زاوية بالموافقة على عرض فيلم “اختيار مريم” للمخرج محمود يحيى، الذي أعلن إضرابه عن الطعام بسبب عدم عرض فيلمه في القاعة المستقلة المعروفة بمصر.

التحديات التي تواجه السينما المستقلة

في منشور له عبر فيسبوك، حذّر كريم العدل من أن تعزيز فكرة المظلومية يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة على أي صناعة إبداعية. حيث يقول إن الممثل الذي لا يتم اختياره في تجربة أداء قد يتجه إلى اعتبار نفسه مظلومًا ويقوم بالإضراب عن الطعام. كما أن المسؤولين قد يمنعون الأفلام التي يرون أنها تعكس ظلمهم، مما يؤثر على صانعي الأفلام الذين قد يتعرضون لهجوم من الجمهور إذا شعروا بأن أعمالهم تشكل تهديدًا للقيم المجتمعية.

وقد أضاف كريم الشناوي بأن هذا السياق يمكن أن يضر بالجوهري بأن على المبدع أن يمتلك حرية التصوير بلا قيود، وأن جهة العرض يجب أن تبقى قادرة على الاختيار بلا ضغوط. فالفن في جوهره هو حوار طويل وصعب، وهو الطريقة الوحيدة لحماية الإبداع من الانكسار.

شدد على أن تحويل السينما إلى مجال للمظلومية الشخصية سيجعل الباب مفتوحًا لأي طرف لاستغلال هذا السلاح، سواء كان صانع أفلام أو جهة عرض، مما يهدد الفكرة الأساسية للحرية. وبصفته مخرجًا، يؤكد الشناوي أنه لا يتحدث عن موقف عرض فيلم بعينه، إنما هو تحذير للأجيال القادمة بأن الفن هو عملية تعبيرية مشروطة بعدم اليقين وأن طريق المظلومية قد لا يؤدي إلا إلى تدمير الإبداع وضياعه.

وعلى الرغم من أن الوضع الحالي لصناعة السينما مليء بالتحديات والأزمات، إلا أن الأخيرة ليست حلاً بل تمثل مقاومة لمستقبل هذه الصناعة. حث كريم على ضرورة توسيع مساحات العرض وإيجاد فرص عادلة للمبدعين، مؤكدًا أن الفيلم يُعتبر وسيلة المقاومة والإقناع الوحيدة التي تستحق العناء في هذا المجال.

ظهرت أزمة المخرج محمود يحيى مع سينما زاوية في ظل احتجاجه على عدم عرض فيلمه، حيث قام بالاعتصام أمام السينما وأعلن عن إضرابه عن الطعام. بعد فترة من الاعتصام، أصدرت إدارة السينما بيانًا تفيد بأن الفيلم غير مناسب للبرنامج الشخصي للسينما، وهو ما أثار انتقادات جماهيرية تجسدت في حملة للمقاطعة. ومع ذلك، لم يدعو يحيى مناصريه إلى المقاطعة، بل استمر في المطالبة بحقه في فرصة عادلة لعرض فيلمه.

في سياق الأحداث، أصدرت إدارة زاوية بيانًا رسميًا أعلنت فيه موافقتها على عرض فيلم “اختيار مريم”، متعهدة بعدم اجتزاء الحقائق المتعلقة بالموقف من قبل المخرج ومؤكدة على أهمية مراعاة المبدعين المستقلين. وقد جاء هذا القرار بعد عدة أيام من إضراب يحيى عن الطعام للحفاظ على صحته وحياته، إذ يشدد البيان أن معايير عرض الأفلام تعتمد على رؤية الإدارة الفنية.