الأمير تركي الفيصل يكشف: الأسباب وراء اختيار السعودية لباكستان كحليف استراتيجي على مدى العقود
الحلف الاستراتيجي بين السعودية وباكستان
في ظهور إعلامي بارز، تحدث صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل، الرئيس السابق للمخابرات العامة، عن العلاقة التاريخية التي تربط المملكة العربية السعودية بجمهورية باكستان الإسلامية. وأكد سموه أن باكستان كانت ولا تزال حليفًا استراتيجيًا للمملكة منذ استقلالها عن بريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية. وأشار إلى أن التعاون العسكري والأمني بين الجانبين يعود إلى تلك الفترة، مما يوضح عمق العلاقة بين الدولتين.
خلال مشاركته في برنامج “في الصورة” الذي يقدمه الإعلامي عبدالله المديفر على قناة “الإخبارية”، تم طرح سؤال مباشر على الأمير تركي حول اعتبار باكستان جزءًا من المعادلة الاستراتيجية الحالية. وجاء رد سموه واضحًا حيث أكد على أن باكستان كانت حليفًا منذ نشأتها وأن التعاون بين البلدين لم يكن مفاجئًا، بل هو نتاج تاريخ طويل من التعاون. واعتبر أن هذا الارتباط يعكس استراتيجية أوسع تشمل المنطقة برمتها، مع توجهات الدول الأخرى في مجلس التعاون لبناء تحالفات مماثلة.
تحالف إسلامي موسع
استكمل المديفر النقاش بطرح تساؤل حول إمكانية توسيع هذا الحلف ليشمل دولًا إسلامية أخرى، مثل دول الخليج أو مصر. وأجاب الأمير تركي بالتأكيد على أن المملكة قد أنشأت سابقًا التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب، حيث تجمع أكثر من 30 دولة إسلامية تحت مظلة واحدة لمواجهة تهديدات معينة. وأعرب سموه عن إمكانية توسع هذا التجمع ليشمل قضايا أخرى تتعلق بالأمن الإقليمي، مشددًا على ضرورة التصدي للتحديات، خاصة في ظل التصريحات العدوانية لبعض الأطراف.
ثم عاد المديفر للنقاش حول طبيعة الاتفاقية الموقعة بين المملكة وباكستان، مشيرًا إلى “المادة الخامسة” التي تنص على الالتزام المتبادل بالدفاع. وأكد الأمير تركي أن التحالف بين البلدين يمكن أن يتوسع ليشمل مثل هذا البند، مما يعكس أهمية التعاون الثنائي في مواجهة التهديدات الخارجية.
تشكل تصريحات الأمير تركي الفيصل تذكيرًا بعلاقات التعاون العميقة بين الرياض وإسلام آباد، التي تمتد إلى مجالات متعددة مثل السياسة والاقتصاد والدعم المتبادل في المحافل الدولية. وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه المنطقة تحديات جيوسياسية، مما يزيد من أهمية بناء تحالفات استراتيجية قادرة على تأمين الأمن والاستقرار في المنطقة.
من هنا، يظهر الحلف السعودي الباكستاني ليس فقط كشراكة ثنائية، بل كنموذج محتمل لتحالفات إقليمية أوسع تستند إلى المصالح المشتركة، ساعية لمواجهة التهديدات التي تستهدف أمن الدول الإسلامية ومستقبلها.

تعليقات