استمرارًا للزخم الإيجابي في سوق العمل السعودي، شهد معدل البطالة بين السعوديين انخفاضًا ملحوظًا على أساس سنوي، ليصل إلى 6.8% بحلول نهاية الربع الثاني من عام 2025، وفقًا للتقرير الصادر عن الهيئة العامة للإحصاء اليوم الثلاثاء. وقد جاء هذا الانخفاض ليتجاوز مستهدف “رؤية 2030” البالغ 7% للمرة الثانية على التوالي، ومع تحقيق هذا الهدف قبل الموعد المحدد بخمس سنوات.
دور النساء في التحول الاقتصادي
تجلى التحول الأبرز في دور النساء السعوديات، حيث انخفض معدل بطالتهن إلى 11.3%، وهو ثاني أدنى مستوى تاريخي بعد الرقم القياسي الذي تم تسجيله في الربع الأول عند 10.5%. هذا الانخفاض يعكس نجاح البرامج الهادفة إلى تمكين النساء وسياسات التوطين التي أفسحت المجال لفرص عمل أكبر للكوادر النسائية.
تحقيق الشمولية في السوق
حسب بيانات الهيئة، فقد وصل معدل المشاركة الاقتصادية للسعوديين إلى 49.2%، في حين بلغ معدل مشاركة السعوديات 34.5%، مما ساهم في تجاوز مستهدف “رؤية 2030” في هذا المجال مبكرًا. وأسهمت برامج التوطين والمبادرات التي تدعم منشآت القطاع الخاص في زيادة عدد الموظفين السعوديين في هذا القطاع ليصل إلى 2.47 مليون موظف وموظفة.
استثمارات القوى العاملة والتوظيف
لعبت مبادرات “صندوق تنمية الموارد البشرية” دورًا فعالًا في توظيف أكثر من 190 ألف مواطن ومواطنة خلال الربع الثاني من عام 2025، بالإضافة إلى ضخ حوالي 1.94 مليار ريال في برامج التدريب والتمكين والإرشاد. يأتي هذا الأداء القوي بعد أن تمكنت المملكة من تحقيق هدفها السابق بخفض البطالة إلى 7% في نهاية عام 2024، لتعلن الحكومة عن رفع الطموح إلى 5% بحلول عام 2030. الأرقام الحالية تشير إلى أن المملكة تقترب من تحقيق هذا الهدف الجديد بفضل النمو المستمر في توظيف النساء وتوسيع قاعدة مشاركة الكوادر الوطنية في القطاع الخاص، فضلاً عن استمرار الإصلاحات الهيكلية التي تعزز استدامة سوق العمل.

تعليقات