لبنان على أعتاب تحولات كبرى: من خطاب قاسم حول السعودية إلى رسائل بن فرحان ودعوات بري لتفعيل العلاقات مع المملكة

تطورات العلاقة بين حزب الله والسعودية

خضعت العلاقة بين حزب الله والمملكة العربية السعودية لنقاش داخلي داخل الحزب منذ حوالي ثلاثة أشهر، حيث تعارضت الآراء حول هذا الملف. إلا أن النقاش تحول إلى نقطة أساسية بعد التطورات العسكرية الأخيرة كالهجوم على قطر والاعتداء الإسرائيلي على القوات التركية بالقرب من دمشق. ويعتقد الحزب أن الأحداث في المنطقة ستشهد تغييراً جذرياً، مؤكداً أن “ما قبل الضربتين ليس كما بعدهما”.

تغييرات في المواقف تجاه الرياض

أثناء النقاشات الداخلية، تم التذكير بخطاب الأمين العام لحزب الله الشهيد السيد حسن نصرالله، الذي أبدى استعداد الحزب للقتال إلى جانب صدام حسين ضد القوات الأميركية الغازية للعراق، رغم ما ارتكبه صدام من انتهاكات بحق أبناء العراق. وقد دان نصرالله في ذلك الوقت المجموعات الشيعية التي تعاونت مع الأميركيين، وأعلن دعمه للمقاومة العراقية ضد الاحتلال.

تشير المعلومات إلى توافق في الأجواء القيادية لحزب الله على أهمية الانفتاح على الرياض والدول العربية لمواجهة مخططات نتنياهو، وهو ما تم التعبير عنه في خطابات الشيخ نعيم قاسم، الذي أبلغ بري بموقف الحزب. خلال زيارة لاريجاني الأولى إلى بيروت، تحدث بإيجابية عن دور المملكة خلال العدوان الأميركي – الإسرائيلي على إيران، مشيراً إلى الاتصالات اليومية بين المسؤولين السعوديين ونظرائهم الإيرانيين. كما أبدى أن العلاقات بين إيران والسعودية تتطور بشكل إيجابي منذ عامين ونصف.

في اللقاء بين لاريجاني وبري، كرر المسؤول الإيراني موقف بلاده الإيجابي من السعودية، حيث أبدى بري رغبة لبنان في تحسين العلاقات مع الرياض، مما أثار ترحيب لاريجاني بالفكرة. بعد مغادرة لاريجاني، حضر المسؤول السعودي يزيد بن فرحان إلى بيروت، وأثنى على مواقف بري الوطنية، مؤكداً أن البناء سيكون تحت رعاية بري. ونقل بن فرحان لـ بري أن الموضوع يحتاج لتعمق أكثر، لكن ما جرى يمثل بداية لكسر الحواجز بين الطرفين.

تحدثت المعلومات عن عدم حدوث تواصل مباشر بين حزب الله وأي مسؤول سعودي حتى الآن، ومع ذلك، فإن زيارة لاريجاني للقمة العربية الإسلامية ومناقشته مع وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان ناقشت التفاصيل اللبنانية، حيث نقل لاريجاني مواقف إيجابية لبري وقاسم. ومع استمرار التصعيد من قبل الجانب الإسرائيلي، تبرز حاجة ملحة لتحقيق تقدم في العلاقات، رغم الصعوبات المحتملة التي قد تنشأ.

تحتاج العلاقة بين حزب الله والسعودية إلى مزيد من النقاشات والمباحثات لتترجم إلى واقع ملموس على الأرض، وسط أجواء تفاؤل وإشارات إيجابية قد تمهد لبداية جديدة في العلاقات بين الطرفين.