السعودية تعزز أسطولها بطائرات “أكينجي” المسيرة التركية من أحدث الطرازات

طائرات بيرقدار أكينجي الهجومية

في 28 سبتمبر 2025، كشفت تقارير أن المملكة العربية السعودية تستعد لإدخال طائرات “بيرقدار أكينجي”، المسيرة الهجومية التي تُصنع في تركيا، إلى أسطولها الجوي. من المتوقع تجهيز هذه الطائرات بصواريخ كروز متطورة وأنظمة رادارية متقدمة، بالإضافة إلى معدات الحرب الإلكترونية وذخائر فائقة السرعة، مما سيعزز قدرات السعودية في مجالات الطيران المسير والهجمات الاستراتيجية.

الطائرات المسيرة المتقدمة

كجزء من خطة استراتيجية لتعزيز قدراتها الدفاعية، أبرمت المملكة صفقة مع تركيا في عام 2023 لشراء طائرات “بيرقدار أكينجي”، وتقّدر قيمة الصفقة بحوالي 3 مليارات دولار، مما يجعلها من أكبر صفقات الأسلحة في تاريخ التعاون الدفاعي بين الدولتين.

أعلنت شركة “بايكار للدفاع”، الشركة المصنعة للطائرة، عن توقيعها “أكبر عقد تصدير لها على الإطلاق” مع الرياض في 18 يوليو 2023، ولم تفصح عن قيمة العقد أو عدد الطائرات المتوقع تسليمها.

تتميز طائرة “بيرقدار أكينجي” بتقنياتها المتقدمة، حيث يبلغ طول جناحيها 20 متراً وطولها 12.2 متراً، بينما ارتفاعها يصل إلى 4.1 متراً. يمكن أن تحلق على ارتفاع يصل إلى 40,000 قدم ولها مدة طيران تصل إلى 24 ساعة، مع قدرة على حمل حمولة تصل إلى 1350 كجم، مما يتيح لها تنفيذ مهام هجومية واستطلاعية متنوعة. كما زودت بأنظمة رادار متطورة ومعدات حرب إلكترونية وصواريخ كروز وذخائر تفوق سرعة الصوت، مما يعزز فعاليتها في العمليات العسكرية.

تعتبر هذه الطائرة واحدة من الأكثر تقدماً في العالم، حيث تم تجهيزها برادار نشط يمكنها من تحسين قدراتها الاستخباراتية ودقة تحديد الأهداف. بالإضافة إلى ذلك، تحمل مجموعة واسعة من الأسلحة المتطورة بما فيها صواريخ “Smart Micro Munitions” (MAM-L) التي طورتها شركة روكيتسان، بالإضافة إلى صواريخ جو-جو مثل “Gökdoğan” و”Bozdoğan”.

أكّدت الطائرة قدرتها على إطلاق ذخائر محلية مثل “Stand-Off Missile” (SOM) التي يبلغ مداها 150 كيلومترًا، مما يمنحها قدرة هجومية فعالة. وفي العام الماضي، حققت إنجازاً بإطلاق أول صاروخ أسرع من الصوت في تركيا، وهو “TRG-230-IHA”، الذي ضرب هدفًا على مسافة تزيد عن 100 كيلومتر، مما جعل “أكينجي” الوحيدة في العالم القادرة على إطلاق صواريخ باليستية جو-أرض فائقة السرعة.

كما خضعت أكينجي لسلسلة من اختبارات إطلاق النار، واستخدمت أنظمة توجيه من الجيل الجديد، حيث تمكنت من إصابة هدف باستخدام قنبلة “MK-83” بدقة عالية. بالإضافة إلى ذلك، أجرت اختبارات ناجحة باستخدام معدات توجيه بالليزر طورتها شركة “أسيلسان”، ما يدل على كفاءتها القتالية في مختلف البيئات.

تستطيع الطائرة العمل بالتنسيق مع مقاتلات أخرى مثل F-16، أو قيادة هجمات بطائرات مسيرة انتحارية مثل “Alpagu”، ما يجعل “أكينجي” منصة متعددة الاستخدامات تجمع بين الاستطلاع والهجوم بشكل متزامن.

تسعى المملكة العربية السعودية إلى تعزيز قدراتها في مجال تصنيع الطائرات المسيرة، حيث من المتوقع أنه بحلول عام 2026 سيتم إنتاج أكثر من 70% من طائرات “أكينجي” في المملكة بالتعاون مع “بايكار”، مما يعزز الصناعة المحلية. تعتبر هذه الصفقة جزءاً من استراتيجية السعودية لتطوير قدراتها الدفاعية وتعزيز التعاون العسكري مع تركيا، مما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.