السعودية: إعلان حرب رسمي على الانتقالي وتهمة الإمارات بالتخريب على اتفاق الرياض

السعودية تعلن الحرب على المجلس الانتقالي في اليمن

أعلنت السعودية، يوم الاثنين، بشكل رسمي الحرب على المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، في ظرف يتزامن مع اتهامات لأبوظبي بتقويض اتفاق الرياض، مما يعيد الأوضاع في مناطق سيطرة القوى اليمنية الموالية للتحالف إلى ذروة التوتر. في هذا السياق، أكدت السعودية خططها لمنح قبائل الهضبة النفطية في حضرموت الضوء الأخضر لإنشاء قوة عسكرية كبيرة. وقد صرح العميد المتقاعد سعد العمري بأن بلاده تدعم قرار حلف قبائل حضرموت بتشكيل ثلاثة ألوية جديدة في الهضبة النفطية. حيث أصدرت قيادة الحلف، التي يتزعمها عمرو بن حبريش، قراراً في وقت متأخر من مساء الأحد لتشكيل اللواءين الثاني والثالث والرابع تحت اسم “حماية حضرموت”.

تصاعد الأوضاع في مناطق السيطرة

يترافق تشكيل القوة الجديدة في حضرموت مع تجدد المعارك في أبين، حيث اعترف الانتقالي بسقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف قواته خلال مواجهات مع ما وصفتهم بـ”القاعدة” شرق المحافظة. في نفس الوقت، تم قطع الوقود عن عدن، المعقل الرئيسي للمجلس الانتقالي المنادي بالانفصال، مما ينذر بحدوث أزمة جديدة في الكهرباء. وعقب ذلك، تم طرد لجنة تابعة للمجلس الانتقالي من جزيرة سقطرى، الواقعة عند تقاطع البحر العربي والمحيط الهندي.

إن تلك التحركات الميدانية تأتي بالتوازي مع تصعيد إعلامي كبير، حيث أطلقت الاستخبارات السعودية حملة ضد الانتقالي تتهمه بـ”احتلال” عدن، مهددةً بإسقاط معاقله بالمدينة. وقد عكست تصريحات الإعلامي علي العريشي المخاوف من إمكانية إنتاج “ضاحية جنوبية أخرى باليمن”، في إشارة إلى الوضع في لبنان المحسوب على حزب الله.

حيث انفجرت الحملة السعودية ضد الانتقالي بالتزامن مع قرار رئيسه الانشقاق عن الوفد الرئاسي والبقاء في نيويورك، الأمر الذي يعتبر تحدياً للسعودية. كما حاولت الرياض تحجيم نشاطه في نيويورك عبر إلحاق ممثل المحافظات الشرقية، عبدالله العليمي، بوفد العليمي. تُعد هذه التحولات في المشهد السياسي في جنوب اليمن جزءاً من سلسلة الأزمات المتصاعدة، حيث لم تخفِ السعودية دعم الإمارات لهذه التصعيدات الجديدة.

في هذا الصدد، أشار الخبير السعودي سلطان الطيار إلى أن الهدف الإماراتي يتمثل في تخريب اتفاق الرياض الذي تم التوصل إليه الأسبوع الماضي، والذي تضمن تهدئة التوتر بين عيدروس الزبيدي، الزعيم الانتقالي، وتيار العليمي. في ختام الجمعة، سعت السعودية تحت ضغوط دولية لإيجاد توافق، مما سمح لوفد الرئيس بالمشاركة في اجتماعات الجمعية العمومية. استغل الزبيدي خروجه من الرياض لمهاجمة المجلس الرئاسي، كاشفاً عن غياب الاستراتيجية والفوضى المستشرية في غياب الصلاحيات.