احتمالات المواجهة بين إسرائيل وإيران
أفادت تقارير صحفية بأن هناك مخاوف من احتمال اندلاع صراع جديد بين إسرائيل وإيران، حيث أكدت مصادر أن طبيعة هذا الصراع ستكون مختلفة بشكل كبير عن المواجهات الماضية، وذلك على صعيد التحضيرات وآليات إدارة الصراع. وشعرت إسرائيل بعد العمليات العسكرية الأخيرة بنشوة الانتصار، معتبرة أن الهجمات التي استهدفت إيران أثرت بشكل كبير على برنامجها النووي وقلصت من قوتها الإقليمية. في المقابل، فقد أدت هذه التطورات إلى تعزيز الإحساس الإيراني بالتماسك، إذ نجحت طهران في تجاوز تأثير الهجمات واستعادت مؤسساتها السياسية قوتها سريعًا، مما عزز من قدرتها على مواجهة التحديات المترتبة على فقدان بعض من قياداتها.
التحولات في موقف إيران
برز شعور النصر الإيراني في ظل تعثر المحادثات بشأن الاتفاق النووي، حيث تفاقمت الضغوط الغربية إثر إعادة فرض العقوبات. ونتيجة لذلك، أصبحت طهران أكثر جرأة، مع تصور جديد بأنها قادرة على تحقيق أهداف لم تتمكن من إنجازها في الصراعات السابقة. ومع أن إيران لا تزال تفضل الحلول الدبلوماسية لرفع العقوبات، إلا أن تصاعد الضغوط الدولية، وما تصفه بـ”شروط إذعان” من الغرب، يفتح أمامها خيار التصعيد العسكري بجدية. كما تزايدت احتمالات المواجهة في ظل التحذيرات الإسرائيلية المتكررة بشأن استئناف الهجمات إذا واصلت طهران تطوير برنامجها النووي.
وتستفيد إيران من خبراتها السابقة، وتعمل على تعزيز قدراتها الدفاعية والصاروخية تحسبًا لأي هجوم مفاجئ من الجانب الإسرائيلي. وتؤكد التقارير اليومية استمرار التجارب العسكرية الإيرانية، بالإضافة إلى تصريحات مسئوليها التي تتحدث عن إمكانية توجيه ضربة استباقية إذا شعروا بخطر وشيك. وفي هذا السياق، تسعى طهران إلى تعزيز نظمها الدفاعية من خلال شراكات وثيقة مع روسيا والصين، بعد أن كشفت عمليات سابقة عن ضعف في الدفاعات الجوية الإيرانية.
فيما يتعلق بالهجمات الأخيرة، نفذت إسرائيل هجومًا مفاجئًا يعتمد على تقنيات متطورة، بدعم كامل من الولايات المتحدة، مما أسفر عن أضرار جسيمة في البنية التحتية الإيرانية. وقد شمل الدعم الأميركي الجوانب الهجومية والدفاعية، حيث أعيد تنشيط نظام “ثاد” لصالح إسرائيل، رغم التكاليف العالية. لكن الصحيفة حذرت من أن الظروف قد تتغير في المستقبل، خاصة مع تحول أولويات الإدارة الأميركية واقترانها بأزمات دولية أخرى، مما يثير تساؤلات حول الدعم الأميركي في حال حدوث مواجهة جديدة.
في الختام، يمثل استعداد إيران الأفضل حاليًا، بالإضافة إلى الغموض حول الموقف الأميركي، تحديًا واضحًا لإسرائيل في حال وقوع نزاع جديد. كما أن غياب استراتيجية واضحة لإنهاء الصراع قد يؤدي إلى إطالة أمد الحرب، مما قد يتسبب في آثار سلبية كبيرة على إسرائيل، خصوصًا في ظل الجغرافيا الإيرانية الواسعة وخبرة إيران في إدارة النزاعات الطويلة. وأبرز ما يمكن استخلاصه من المرحلة الأخيرة هو تماسك النظام الإيراني في مواجهة الضغوط، مما يزيد من احتمالات مواجهة جديدة يكون الإيرانيون فيها في حالة استعدادية أكبر، رغم الحفاظ على التفوق العسكري الإسرائيلي.

تعليقات