أخبار لايت: الصحة تتصدر الأجندة السياسية في السعودية

لا يترك الرئيس ترمب مجالاً للحديث إلا ويستغلّ الفُرص لتحليلها، إذ تتنوع اهتماماته وتتسع لتشمل الجوانب الطبية. قبل أيام، أثار ترمب ضجة بتصريحاته عن أشهر مسكنات الألم في العالم، مثل بانادول وتايلنول، محذراً النساء الحوامل من استخدامها، إذ ربطها كسبب محتمل للإصابة بالتوحد ومشكلات عصبية لدى الأطفال. هذا الربط أحدث جدلاً واسعاً، مما دفع الخبراء في المجال الطبي إلى ضرورة توضيح التصورات الخاطئة الناتجة عن تعميماته في موضوع معقد يتطلب دقة وعناية خاصة.

كما تتبدى الصحة العامة كأداة سياسية واضحة خلال أزمة جائحة كورونا، حيث اتُّهمت أمريكا الصين بالتحريض على نشر الفيروس، وتعرضت اللقاحات للانتقادات بوصفها مؤامرة على الصحة العامة. وكان من بين الانتقادات توجيه اللوم للجهات الصحية المعنية والمشرفين عليها، بما في ذلك الرئيس السابق بايدن. في مقال متميز للعضو في المجلس الاستشاري لـ«كوفيد 19»، سيلين غاوندر، تم تناول إسقاطات السياسة على العلوم في الولايات المتحدة، مشيرة إلى أنها منطقة شائكة بين العلم والسلطة والحريات الشخصية.

وفي الوقت الذي حاول فيه ترمب التخلص من المعلومات غير المريحة سياسياً، مثل تقليص بيانات الوفيات في بورتوريكو أو التقليل من أهمية اختبارات كوفيد، فإن العديد من السياسيين قد استخدموا التوجهات العلمية لتحقيق مآرب سياسية مسبقاً. وتظهر الحوارات الحادة بين ترمب وبايدن كيف يمكن للسياسة أن تؤثر في مناقشات الصحة العامة، مما يستلزم من السياسيين ترك الأمور العلمية لأصحاب التخصصات.

الصحة كأداة سياسية

رغم وجود الكثير من الجدل في العوالم السياسية، فإنه من الضروري أن ينأى السياسيون بأنفسهم عن التدخل في الأماكن التي تستدعي الدقة العلمية. تشكل صحة العامة عنصرًا حيويًا، ويجب علينا احترامه بالاعتماد على الأدلة العلمية والحقائق بدلاً من التعليقات السياسية العشوائية. يجب أن يتم تقدير العلماء والخبراء، وأن تترك النقاشات المعقدة لهم، حيث إن التدخلات غير المدروسة قد تؤدي إلى نتائج سلبية على المستوى المجتمعي والصحي.

الصحة العامة كمعركة سياسية

تشير الجوانب السياسية للصحة إلى أن المشهد الطبي يمكن أن يتحول إلى ساحة معركة للآراء والمواقف. وفي سعيهم لتحقيق أهدافهم السياسية، ينبغي على القادة أن يكونوا واعين لعواقب تصريحاتهم. إن التصريحات غير المدروسة التي تخص الصحة العامة قد تؤدي إلى بث الفوضى والارتباك في صفوف المواطنين. وبالتالي، كان من الأجدر بالسياسيين إدراك أهمية استناد النقاشات الصحية إلى المنطق والعلم، بعيدًا عن لعبة السياسة القاسية.