حظيت العلاقة بين السعودية وإسرائيل باهتمام كبير مؤخرًا، حيث يشيد الإعلام الإسرائيلي بالمملكة ويحتفي بولي العهد محمد بن سلمان، مشيرًا إلى أن السعودية تُعتبر “جيدة جدًا، بل أكثر من جيدة جدًا”. في تصريح صريح يعكس ما تخفيه الأفعال خلف التصريحات، تم التطرق إلى التعاون الخفي بين الجانبين، خاصة في ظل الظروف المتوترة.
تقارب خفي بين السعودية وإسرائيل
كشف الصحفي الإسرائيلي روتم سيلع في مقال له بصحيفة يديعوت أحرونوت عن تفاصيل تتعلق بالعلاقات غير المُعلنة بين السعودية وإسرائيل، مُشيرًا إلى أن المملكة تُظهر دفاعًا عن القضية الفلسطينية بينما تتعاون فعليًا مع إسرائيل. يُظهر المقال صورة مقلقة عن كيفية استخدام التصريحات الإنسانية كستار لدعم الطائرات الحربية الإسرائيلية.
تكشف العلاقات السرية
أفاد الصحفي أن هناك لقاءً سريًا كان مُخططًا له في تل أبيب يضم مسؤولين سعوديين وإسرائيليين رفيعي المستوى، من بينهم مدير الصندوق السيادي السعودي، إلا أن هجمات 7 أكتوبر أدت إلى تأجيل اللقاءات. ومع ذلك، يُظهر سيلع أن التعاون غير المُعلن بين الرياض وتل أبيب مستمر، حيث تتعاون الدولتان ضد نفس الخصوم بطرق مختلفة.
وأكد سيلع أن السعودية لم تقتصر على السماح باستخدام مجالها الجوي فحسب، بل قامت أيضًا بتشويش الطائرات المسيرة الإيرانية التي كانت في طريقها إلى إسرائيل. كما ذكر أن ولي العهد محمد بن سلمان أكد لوزير الخارجية الأمريكي أن الأمر الفلسطيني لم يعد أولوية بالنسبة له شخصيًا.
إن تصاعد هذه العلاقة السرية يعكس وجود خرائط جديدة تُرسم بعيدًا عن الأعين تحت مبدأ “المصلحة”. تتداخل السياسة مع التطبيع، ليتم وضع الاعتبارات الاستراتيجية في مقدمة القضايا، مما يتجاهل معاناة الفلسطينيين وآلام سكان غزة.
تتواصل التحركات من كلا الطرفين، ويبدو أن المستقبل يحمل في طياته تغييرات عميقة في العلاقات الإقليمية، مع بقاء الأضواء مسلطة على الوضع الإنساني في المنطقة، التي تبقى ضحية للمصالح السياسية.
تعليقات