السعودية: العمل الإنساني ليس وسيلة للضغط السياسي و60% من مساعداتنا في اليمن تتجه نحو الشمال
المساعدات الإنسانية السعودية لليمن
قال المستشار في الديوان الملكي السعودي، والمشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، عبد الله الربيعة، إن المساعدات التي قدمتها المملكة العربية السعودية لليمن منذ بداية الحرب في عام 2014، شملت جميع المناطق في البلاد. وأوضح الربيعة في حوار مع “الشرق الأوسط” خلال أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أن أكثر من 60% من المساعدات السعودية المخصصة لليمن وُجهت إلى المناطق الشمالية التي تسيطر عليها جماعة الحوثي، المصنفة دولياً كمنظمة إرهابية.
المساعدات الإغاثية للشعب اليمني
تستمر جماعة الحوثي في السيطرة على العاصمة صنعاء وأغلب المحافظات الشمالية مثل صعدة وعمران وذمار وإب والبيضاء وريمه والمحويت وحجة، إضافة إلى أجزاء واسعة من الحديدة ومناطق في الجوف ومأرب وتعز. في الجهة المقابلة، تمتلك الحكومة اليمنية المعترف بها نفوذًا في المحافظات الجنوبية والشرقية كعدن وأبين ولحج وشبوة والمهرة وحضرموت، إلى جانب أجزاء من الضالع وتعز، مع استمرار المعارك في بعض المناطق بمأرب والحديدة حيث يتبادل الطرفان السيطرة.
صرح المستشار الملكي أنه لو كانت المملكة تهدف إلى معاقبة الشعب اليمني، لكانت قد وزعت المساعدات على مناطق معينة وتجاهلت مناطق أخرى. وأكد كذلك أن المملكة لا تستخدم العمل الإنساني كوسيلة ضغط أو كأداة سياسية، مضيفًا أن الشكوك في هذا السياق هي بمثابة الشكوك في الأمم المتحدة التي تنفذ مشاريعها في الشمال. وأشار إلى أن الدعم السعودي لليمن مستمر منذ عقود قبل الأزمة الحالية، حيث قامت المملكة بتقديم دعم واسع لكافة المناطق بعد انقلاب الحوثيين على الشرعية.
وتطرق الربيعة إلى مركز الملك سلمان كدليل على نوايا المملكة الصادقة في مساعدة الشعب اليمني. كما أشار إلى أن المملكة لم تتوقف عن برامجها الإنسانية في اليمن رغم توقف بعض المنظمات الأممية عن العمل في الشمال بسبب الانتهاكات التي تعرض لها موظفوها.
وفي تطور لاحق، أقرت الأمم المتحدة في أوائل سبتمبر الجاري نقل مقر منسق الشؤون الإنسانية إلى عدن بعد حملات مداهمة واعتقالات قامت بها جماعة الحوثي، والتي أسفرت عن اعتقال عدد من الموظفين الأمميين.
أبرز الربيعة أن المملكة تعمل على تشغيل مستشفيات كبرى مثل مستشفى صعدة ومستشفى حجة، اللذين أنشئا وتمويلهما من قبل المملكة. وعبر عن اعتقاده بأن ذلك يمثل دليلاً على التزام المملكة بمساعدة الشعب اليمني، حتى في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وأضاف أنه لدى المملكة رؤية سياسية واضحة تهدف إلى تحقيق حل دائم للأزمة اليمنية، يضمن الأمن والاستقرار في البلاد، معربًا عن تطلعات السعودية لرؤية اليمن مستقراً ومزدهراً كما كان في السابق، مع التأكيد على استمرار الدعم لتحقيق هذا الهدف في المستقبل.

تعليقات