علي محمد الهادي رفاعي: رائد التعليم والخدمات في أبوعريش
كان علي محمد الهادي رفاعي شخصية مؤثرة في محافظة أبوعريش، حيث يُعتَبَرُ من الأوائل الذين طالبوا بتوفير الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه في المنطقة. كمعلم وناشط اجتماعي، أسس مدرسة ابتدائية في قرية السادلية عام 1392 هجرياً، والتي أصبحت مركز إشعاع علمي لأبناء القرى النائية. كان يحرص على الذهاب إلى منازل الطلاب في الصباح الباكر ليأخذهم إليه، ثم يعيدهم بعد انتهاء الدوام، مما يعكس حرصه الكبير على تعليم الجيل الجديد وبناء مستقبل مشرق لهم.
رائد الخدمات العامة في المنطقة
يسجل للرفاعي بكونه أول من أضأ مدينة أبوعريش بجلب مولد كهربائي أثناء فترة عدم توفر الكهرباء، حيث ساهم في تحسين ظروف الحياة اليومية لأهالي المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، أسس مدرسة متوسطة في السادلية وأصبح مديراً لها، وظل في هذا المنصب حتى تقاعد. لم يكن منزله مجرد مكان للعيش، بل كان مركزاً يستقبل كبار الزوار من المسؤولين، مما يعكس مكانته الاجتماعية.
تخرج الرفاعي من معهد المعلمين في جازان عام 1383 هجري، حيث التحق لاحقاً بمعهد الدراسات التكميلية في الطائف. عمل في مركز الخدمة الاجتماعية في محلية، مما أتاح له فرصة تطوير علاقات وطيدة مع مختلف الأخصائيين والمعلمين، حيث كانت مهمته تتضمن تقديم خدمات اجتماعية وصحية ورياضية. كان له تأثير كبير على المجتمع، حيث ساهم في تخرج العديد من الشخصيات البارزة التي عُينت في مناصب مرموقة.
عُرف الرفاعي بشغفه لخدمة محافظة أبوعريش. كان دائماً يتقدم بمطالباته للجهات المختصة لتوفير الكهرباء والمياه، ويواصل جهود التواصل معهم حتى تلبية احتياجات المنطقة. من بين المواقف التي تعكس حبه لوطنه، قام بمراجعة وزارة الكهرباء حتى تمكن من إقناع المهندس محمود طيبة بصرف مولد كهربائي للمدينة، والذي كان الأول من نوعه.
أعماله الخيرية لا تحصى، حيث ترك بصمة واضحة في حياة الكثيرين أثناء حياته وبعد وفاته. كان رمزاً للوطنية والإخلاص، وتعكس مسيرته نموذجاً يحتذى به في خدمة الوطن والمجتمع. توفي علي محمد الهادي رفاعي في 13 من أكتوبر عام 1443 هجرياً بعد حياة مليئة بالعطاء والتميز، تاركاً إرثاً عظيماً يستمر عبر الأجيال.
تعليقات