تأثير الروشة المنزلية: عندما تصنع الضوضاء في البيت!

الروشة: رمز تاريخي وثقافي في بيروت

صخرة الروشة، المعلم المميز الواقع على كورنيش بيروت، تجسد رمزاً فريداً من نوعه للمدينة من كافة النواحي: الجغرافية، التاريخية، السياحية، والآن السياسية. تتكون الروشة من صخرتين، الكبرى والصغرى، وتُعتبر الكبرى من المعالم البارزة التي تعكس جمال الشاطئ، حيث توجد تحتها نفق جميل. يعود اسم “الروشة” إلى المعنى الفرنسي لكلمة صخرة، “لا روش”، كما ذكر الكاتب عبد الحليم محمود، الذي يعتبر أن هذا الاشتقاق هو الأكثر دقة.

صخرة الحمام: مكان للتنزه والاسترخاء

تُعرف الروشة أيضاً باسم “صخرة الحمام”، وذلك لكونها ملاذًا مريحًا للطيور، فضلاً عن تسمياتها المختلفة. ومع ذلك، فإن السياق الذي تعيشه بيروت اليوم يتجاوز تاريخ الصخرة ورمزيتها الطبيعية. حيث قدم “حزب الله” عارضاً تُسمى معركة “ذات الروشة” احتفالاً بالذكرى الأولى لاغتيال عدد من قادته التاريخيين، مع العلم أن السلطات اللبنانية قد أعربت عن رفضها لاستغلال هذه الصخرة التاريخية لتحويلها إلى منصة للاحتفال بأهداف سياسية.

وعلى الرغم من منع الحكومة اللبنانية استخدام أماكن السياحة الأثرية، حاول أنصار الحزب اقتناء الموافقات اللازمة وعكس صور القادة على الصخرة لتكون احتفالية تحمل طابعاً سياسياً. رفضت فئات واسعة من المجتمع هذا التصرف، مما خلق حالة من التوتر بين الرأي العام والسلطات المحلية، حيث يرى البعض أن صخرة الروشة يجب أن تبقى رمزًا للجمال والترابط الوطني بعيدًا عن الأجندات السياسية.

تعتبر هذه الحادثة، التي شهدت احتفالات مبهجة مثل استخدام الأشعة الليزرية والزمامير، شهادة على الفجوة المتزايدة بين الأحزاب السياسية والمجتمع ككل. فالصورة الرمزية لصخور الروشة تُظهر الحاجة الماسة لتوجيه الطاقات الغاضبة نحو بناء الوطن، بدلاً من تجييرها لخدمة أجندات ضيقة. يتوجب على الأفراد العقلاء أن يسعوا لتقليل من زخم هذا الغضب، ما يضمن حماية المجتمعات المحلية في الضاحية والجنوب والبقاع من العواقب السلبية المحتملة.

في الختام، يجب أن تُترك الروشة بمعانيها النبيلة، لتظل مكاناً محبباً لأهالي بيروت وزوارها، كما تغنّى الفنان فارس كرم. يجب أن تبقى الروشة مكاناً للفرح والتسلية، بعيداً عن التجاذبات السياسية، لتظل رمزاً للحياة البيروتية الجميلة.