الشرطة الإيطالية تكتشف أكبر مصنع غير قانوني للسجائر المزيفة!

أعلنت الشرطة الإيطالية عن اكتشاف مصنع سري كبير لإنتاج السجائر المقلدة غير القانونية داخل كازينو مهجور، يقع على بُعد حوالي 120 كيلومتراً جنوب شرقي العاصمة روما، تحديداً في منطقة بوميزيا الصناعية. يُعتقد أن هذا المصنع كان قادراً على إنتاج ما يصل إلى 300 مليون سيجارة مقلدة، مما يجعله واحداً من أكبر العمليات غير الشرعية في أوروبا، وفقاً لتقارير الشرطة المالية.

مصنع سرّي تحت الأرض

تم الكشف عن المصنع المخفي داخل أنفاق تحت الأرض وغرف سرية مرتبطة بالكازينو المهجور، أثناء عملية مداهمة واسعة نفذها محققو الشرطة المالية. عُثر على آلات إنتاج متطورة قادرة على إنتاج ملايين السجائر يومياً. ووفقاً للتحقيقات الأولية، تم العثور على كميات ضخمة من المواد الخام مثل التبغ المهرب والورق المعالج، بالإضافة إلى اعتقال عدد من العمال الأجانب، بما في ذلك لاجئون أوكرانيون يُعتقد أنهم كانوا يعملون في ظروف قاسية.

صناعة السجائر غير الشرعية تكبّد الاقتصاد خسائر ضخمة

يشكل تهريب وإنتاج السجائر غير القانونية مشكلة مزمنة في إيطاليا، حيث يُقدر حجم السوق السوداء بأكثر من 10 مليارات يورو سنوياً، وفقاً لتقارير مكتب المدعي العام الأوروبي. وغالباً ما ترتبط هذه الأنشطة بالمنظمات الإجرامية مثل الكامورا في نابولي وعصابات صقلية، التي تستغل المناطق الصناعية المهجورة والموانئ لتهريب التبغ من دول مثل شرق أوروبا أو شمال أفريقيا.

شهدت إيطاليا في السنوات الأخيرة سلسلة من المداهمات الكبرى، منها عملية تم خلالها تدمير مصنع كبير في مقاطعة فودجا يمكنه إنتاج مليوني سيجارة يومياً، مما أدى إلى خسائر ضريبية تقدر بـ80 مليون يورو سنوياً. كما تم تفكيك شبكة تهريب دولية بين رومانيا وإيطاليا، بالإضافة إلى مصادرة 22 طناً من السجائر في عملية في باليرمو.

ترتبط السلطات الإيطالية هذه العملية بشبكات دولية، وقد أسفرت المداهمة عن مصادرة معدات تزيد قيمتها على مليون يورو. التحقيقات ما زالت جارية للكشف عن الروابط مع عصابات أكبر، في الوقت الذي تتصاعد فيه الحملة لمكافحة الفساد في سوق التبغ، حيث تم اتهام شركات مثل فيليب موريس بالتواطؤ مع مسؤولين جمركيين.