إنجاز طبي في زراعة مفصل المرفق
في إنجاز طبي رفيع المستوى، استطاع فريق جراحي في مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر إجراء عملية فريدة من نوعها تمثلت في زراعة مفصل المرفق مع ترميم الأربطة لشاب في العشرينات من عمره، تعرض لإصابة خطيرة أدت إلى كسر معقد وفقدان جزء كبير من المفصل.
عملية تشكيل المفصل
وصف الأطباء هذه العملية بالنادرة حيث عانى المريض من تهتك كبير في الأنسجة المحيطة، مما استدعى تدخلاً جراحياً متقدماً لتفادي فقدان وظيفة المرفق بالكامل. وقياداً للفريق الطبي، قام الدكتور سعد القحطاني، رئيس قسم العظام، بالإشراف على كافة مراحل العلاج، بدءًا من التشخيص الدقيق وصولاً إلى استخدام تقنيات مبتكرة لتقدير حجم الضرر بدقة.
تعاون الفريق مع قسم الهندسة الطبية الحيوية، حيث اعتمدوا على تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد لتحديد حجم الجزء المفقود بدقة، مما ساهم في وضع خطة علاجية مخصصة. رغم أن العلاج التقليدي كان يتطلب تركيب مفصل صناعي، إلا أن صغر سن المريض ساهم في اتخاذ قرار مختلف يضمن له مستقبلًا أفضل.
قرّر الأطباء زرع عظم ومفصل من متبرع مع ترميم الأربطة المحيطة للحفاظ على الوظيفة الطبيعية للمرفق وضمان استقرار الحركة على المدى البعيد. وقد أكّد القحطاني أن هذه العملية كانت تحديًا يتطلب تضافر الجهود بين مختلف التخصصات، مما يعكس التكامل ضمن النظام الطبي الجامعي.
علاوةً على ذلك، لم يقتصر نجاح العملية على الصعيد المحلي فحسب، بل أضافت مستشفى الملك فهد إلى قائمة المؤسسات المميزة في إجراء عمليات معقدة باستخدام تقنيات عالمية متطورة. النتائج الأولية أظهرت تحسناً في حركة المرفق، حيث استعاد المريض قدرته على استخدام يده تدريجياً بعد فترة قصيرة من الإجراء.
هذا الإنجاز يعكس التقدم الذي تشهده المستشفيات الجامعية في المملكة ضمن رؤية 2030، التي تسعى إلى تعزيز كفاءة القطاع الصحي وتعزيز الاعتماد على التقنيات الحديثة. وقد أثنى المريض وعائلته على الجهود الكبيرة لتحقيق هذا النجاح، مؤكدين أن التجربة كانت خير مثال على الإنسانية والاحترافية الطبية.
من المهم ملاحظة أن العمليات من هذا النوع تتطلب متابعة دقيقة لضمان التئام العظم وتحقيق التكيف المطلوب للأربطة. وقد أكد الأطباء أن فترة التأهيل والعلاج الطبيعي ستكون محورية لاستعادة الوظائف الحركية بالكامل.
يمثل هذا الإنجاز خطوة إلى الأمام في تدريب الأطباء وطلاب الطب على التعامل مع الحالات المعقدة، مما يسهم في تكوين جيل مؤهل لمواجهة التحديات المستقبلية. كما يبرز الدور الريادي لمستشفى الملك فهد الجامعي كمؤسسة أكاديمية وطبية رائدة في المنطقة.
وتؤكد هذه النجاح على قدرة المملكة على دمج كل ما هو جديد في عالم الطب، وتطبيقه بفعالية لخدمة المرضى، مما يعكس الطموح الوطني نحو التفوق. وقد خاض المريض مرحلة التعافي بنجاح، ليكون هذا الإنجاز إضافة جديدة إلى مجموعة النجاحات الطبية التي تتماشى مع طموحات المملكة.
انسجامًا مع ذلك، يعتبر استخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد بداية جديدة في مجال جراحة العظام، حيث يوفر حلولًا مبتكرة لحالات صعبة.

تعليقات