إنجازات الملك سلمان بن عبدالعزيز في المملكة العربية السعودية
في الثالث من ربيع الآخر لعام 1436هـ، والذي يوافق 23 يناير 2015م، تولى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – الحكم في المملكة العربية السعودية، وكانت تلك اللحظة بمثابة بداية مرحلة جديدة تتسم بالتغييرات الكبيرة التي تُظهر التمسك بالمبادئ والسير نحو التنمية والتحديث.
تحولات تاريخية في المملكة
على مدى السنوات الأحد عشرة الماضية، حققت المملكة إنجازات مثيرة وغير مسبوقة جعلتها تتبوأ مكانة رائدة بين الدول على مستوى العالم. ومنذ تولي الملك سلمان الحكم، كانت هناك دعوة واضحة لإصلاح الهياكل الحكومية لضمان الأداء الفعال، مما أدى إلى إعادة هيكلة مجلس الوزراء وتأسيس مجلسي الشؤون السياسية والأمنية، ومجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية. هذه التغييرات كانت تهدف إلى تسريع اتخاذ القرارات وحل المشكلات بشكل أكثر كفاءة.
خلال هذه الفترة، شهدت المملكة عملية “عاصفة الحزم” تلتها “إعادة الأمل” في اليمن، حيث أظهرت المملكة صلابة في الحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها، وأكدت على دورها البارز في قيادة التحالف العربي لدعم الشرعية.
وفي عام 2016م، تم إطلاق رؤية المملكة 2030، التي تمثل تحولًا جوهريًا في تاريخ البلاد الحديث، حيث يقودها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – وتستهدف بناء مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر يتجاوز الاعتماد على النفط، وتطوير الحكومة لتعزيز الفاعلية. وقد تبلورت هذه الرؤية في مشاريع ضخمة مثل نيوم والقدية ومشروع البحر الأحمر، التي تعيد تشكيل مفهوم السياحة والترفيه والحياة العصرية في المملكة.
كما شهدت الفترة تحسينات اقتصادية تمثلت في زيادة الاستثمارات الأجنبية وتعزيز دور القطاع الخاص، مما ساهم في تقليل الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للدخل. على الصعيد الاجتماعي، تمكين المرأة السعودية من خلال تعديلات تشريعية منحتها فرصًا أكبر في سوق العمل، بالإضافة إلى تعزيز قطاعات التعليم والصحة والرياضة والبحث العلمي، وتحققت قفزات كبيرة في تطوير البنية التحتية، مثل مشروع قطار الرياض.
هذا بالإضافة إلى تعزيز مكانة المملكة دوليًا، حيث قادت قمة مجموعة العشرين (G20) بشكل ناجح، واستمرت في دورها القيادي لمكافحة الإرهاب وتعزيز السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي، مع الحفاظ على اهتمام كبير بالحرمين الشريفين وتوسيع المشاعر المقدسة، مما يعكس هويتها الإسلامية ودورها كوجهة للمسلمين.
إذا نظرنا إلى الإنجازات في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز على مدى الأحد عشر عامًا، سنجد أن هذه الفترة كانت حقبة ذهبية زاخرة بالمنجزات التي جسدت الحكمة في التطبيق والالتزام بالرؤى نحو واقع ملموس. تلك الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والمؤسسية الجريئة، عززت الأمن، ومكنت الشباب، ورفعت مكانة المملكة لتصبح قوة إقليمية ودولية مؤثرة.
وتبقى المملكة كما هي، متفانية في توجيه القرار في كل المحافل المحلية والدولية، ولنعبر عن أمنياتنا بحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده، ونسأل الله أن يديم على المملكة الأمن والاستقرار والازدهار.

تعليقات