التميمي: المياه الجوفية تمثل الأمل الأخير للعراق في مواجهة أزمة الجفاف

أهمية المياه الجوفية في مواجهة الجفاف في العراق

دعا فرات التميمي، رئيس لجنة الزراعة والمياه النيابية السابق، إلى ضرورة إعادة تقييم استراتيجيات مواجهة ما وصفه “الجفاف الأكبر” الذي يواجه العراق. ويشير التميمي إلى أهمية المياه الجوفية كحل أخير لتجاوز هذه الأزمة، موضحًا أن العراق تمر بمرحلة عصيبة بسبب نقص المياه.

السبيل لتفادي أزمة الجفاف

في حديثه حول أزمة الجفاف، أشار التميمي إلى التأثيرات السلبية لمشاريع السدود التي نفذتها تركيا على مجرى نهري دجلة والفرات. فقد أدت هذه المشاريع إلى خفض الحصص المائية للعراق، الأمر الذي يؤدي إلى تفاقم الأوضاع نحو الجفاف الحاد. يعاني السكان، خاصة في محافظات الجنوب والفرات الأوسط، من نقص حاد في مياه الشرب، دون أن تجد الدعوات لتحسين حصص المياه المستوردة استجابة فورية.

وحذر التميمي من أن الحلول الحالية غير كافية، مشيدًا بأهمية اللجوء إلى المياه الجوفية خلال الفترة المقبلة. وطالب بتشكيل لجنة من الخبراء لتطوير استراتيجية وطنية تركز على تحديد كميات المياه الجوفية ومواقعها، إلى جانب وضع آليات فعالة لاستغلالها بعناية، بعيدًا عن هدرها والاستخدام العشوائي.

وفي هذا السياق، أشار التميمي إلى أن العراق يمتلك خزانًا جيدًا من المياه الجوفية المنتشرة في 10 إلى 15 منطقة، لكن يجب حماية هذه الموارد من الاستنزاف غير المدروس، حيث يمكن أن يؤدي غياب سياسات الإدارة إلى أزمات أكبر في المستقبل.

على الرغم من تصدر العراق في العالم العربي بالنسبة لاحتياطات المياه الجوفية، والتي تقدر بنحو 31 مليار متر مكعب، إلا أن هناك خطرًا حقيقيًا من استنزاف هذه الموارد. فقد تزايدت معدلات الاعتماد على المياه الجوفية في الزراعة بشكل كبير خلال السنوات الأربع الماضية، مع إقامة زراعات على أكثر من 4 ملايين دونم.

كما أن الجفاف أثر سلبًا على العديد من البحيرات مثل ساوة والحبانية والرزازة، مما يدل على وجود عمليات استنزاف حادة للمياه الجوفية. وقد أدى ذلك إلى انخفاض غير طبيعي في مستويات المياه في الآبار. لذلك، يوصي خبراء المياه بالاعتماد على آليات الزراعة الحديثة لتقليل هدر المياه وتنظيم استخدامه بما يتناسب مع الكميات المتاحة في العراق.