مصادر تكشف تفاصيل اللحظات الأخيرة لمفتي السعودية الراحل عبد العزيز آل الشيخ ووصيته الأخيرة قبل وفاته

في الساعات الأخيرة التي سبقت وفاته، كشف أحد الحضور تفاصيل مؤثرة عن الحالة الصحية للشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء. وكان يعاني من ألم مفاجئ في المعدة وتعب واضح، وأوصى أخيرًا بتمسكه بواجبه تجاه طلاب العلم حتى في محنته.

تفاصيل دقيقة عن حالة مفتي السعودية قبل وفاته

بحسب رواية شخص قريب من المجلس، أقيمت زيارة للشيخ عصر يوم السبت قبيل وفاته، حيث لاحظ الزائر علامات الضعف والتعب عليه. وأفاد بأن الشيخ كان مضطربًا من آلام المعدة وذكر أنه لم ينم جيدًا. ولكنه رغم ذلك أصرّ على عدم مغادرة مجلسه، مؤكدًا أنه لا يمكنه مقاطعة جلسة طلاب العلم الذين حضروا لقراءة الأدعية.




ورغم مشاكله الصحية، استمر الشيخ في الاستجابة لدعاء طلابه حتى اشتدت عليه الآلام، مما اضطر الممرض ومرافقين آخرين إلى إخراجه من المجلس بشكل عاجل. وبعد يومين، وقع الخبر الحزين بوفاته.

تظهر الرواية أن الشيخ كان متمسكًا بممارسة دوره الديني حتى في ظل حالته الصحية الحرجة، حيث أكد أنه لا يمكن ترك الطلاب في حالة الضرورة لمجرد تأثره جسديًا.

الوضع الصحي قبل الانتقال إلى الرفيق الأعلى

تبقى التفاصيل الرسمية حول الفحوصات أو التشخيص النهائي للحالة الصحية للشيخ غامضة حتى الآن. وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن الألم في المعدة وعسر الهضم كانت أعراضًا طارئة تزامنت مع تعب عام وضعف في النوم.




كان الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ من أبرز العلماء في المملكة، حيث أمضى عقودًا في خدمة الفتوى والتعليم، وقد تركت مسيرته أثرًا عميقًا في المشهد الديني السعودي مما يزيد من أهمية توثيق اللحظات الأخيرة من حياته بدقة.

إنجازات وأثر الشيخ العلمي

وُلد الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ في مكة المكرمة عام 1943، وشغل منصب المفتي العام منذ عام 1999، ليصبح الثالث في تاريخ المملكة بعد الشيخ محمد بن إبراهيم وابن باز. وقد حصل على مكانة مرموقة في هيئة كبار العلماء، وترأس الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء واللجنة الدائمة للفتوى.

خلال حياته، اتسمت مواقفه بالدعوة إلى الاعتدال والوسطية، واهتم بقضايا المسلمين، بالإضافة إلى حضوره الدائم في الفتاوى العامة والمناسبات الدينية. وقد كان له دور بارز في خطبة يوم عرفة خلال الحج، مما زاد من تواصله مع ملايين الحجاج كل عام.




إرثه العلمي يشمل التأليف والتوجيه الأكاديمي ورعاية طلاب العلم، كما ساهم في تعزيز الساحة الدينية السعودية وتعزيز مرجعية العلماء في القضايا الشرعية المعاصرة.

بعد إعلان وفاته، غمرت منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام بالدعوات بالرحمة والمغفرة له، مع تقدير كبير لدوره في المشهد الديني السعودي. وقد أُقيمت صلاة الغائب عليه في الحرمين الشريفين وعلى مستوى جميع مساجد المملكة تخليدًا لمكانته الرفيعة.

عبر علماء ومشايخ من داخل وخارج المملكة عن امتنانهم لعلمه وتوجيهه، وأكدوا أن فقدانه يشكل فراغًا في المشهد الفقهي المحلي والعالمي، مما يتطلب تكاتف الجهود الدينية للحفاظ على المسار الذي دافع عنه طوال حياته.

تسجل الأيام الأخيرة من حياة الشيخ صورة إنسان عاش بين العبادة والعلم، وقد أظهرت لحظته التي رفض فيها مغادرة مجلسه رغم الألم درسًا عميقًا في التضحية والتفاني. من المهم توثيق هذه اللحظات بدقة لتكون مرجعًا في المستقبل.

يبقى الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ في ذاكرة الكثيرين كمفتي لم يتوانَ عن أداء واجبه حتى النفس الأخير، وإنجازاته ستبقى رمزًا للإخلاص والتفاني في خدمة الدين والعلم.

المراجع

  • الشرق الأوسط — رحيل الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ثالث مفتٍ في تاريخ السعودية