انتخابات العراق المقبلة: خبراء يحذرون من تحول البرلمان إلى مجرد سباق شعارات بلا مضمون
تحذير من غياب البرامج الانتخابية في العراق
حذر الخبير السياسي والانتخابي، محمد السامرائي، اليوم الخميس (25 أيلول 2025)، من نقص البرامج الانتخابية الحقيقية في الانتخابات القادمة لمجلس النواب. وأشار إلى أن معظم الكتل السياسية والمرشحين يقتصرون على إطلاق شعارات عامة دون تقديم خطط قابلة للتنفيذ.
افتقار الرؤى الواضحة في الانتخابات
قال السامرائي في حديثه، إن غياب البرامج الواضحة يمثل ظاهرة مقلقة، حيث تتحول الانتخابات إلى مساحة لتبادل الشعارات بدلاً من أن تصبح فرصة حقيقية للتغيير. وهذا يؤدي إلى ضعف ثقة المواطنين بالعملية الانتخابية بشكل عام.
وأضاف أن البرنامج الانتخابي يمثل عقداً اجتماعياً بين المرشح والناخب، إذ يحدد المسارات الاقتصادية والخدمية والسياسية المستقبلية. لكن ما يظهر في الوقت الراهن هو تكرار الوعود العامة مثل مكافحة الفساد وتوفير فرص العمل، ولكن دون وجود جداول زمنية أو خطط عملية لتنفيذها.
وأشار الخبير إلى أن هذا النقص في الرؤية الواقعية يعزز من ظاهرة التصويت القائم على الولاءات الشخصية أو الحزبية، في حين يجب أن يكون التصويت قائماً على الكفاءة والبرامج الفعلية. وشدد على ضرورة أن تقدم القوى السياسية في المرحلة المقبلة برامج مفصلة وشفافة تتعلق بمجالات الاقتصاد والخدمات والتعليم والصحة، بدلاً من الاكتفاء بشعارات تندثر بعد الانتخابات.
ومنذ أول انتخابات برلمانية بعد 2003، يعد غياب البرامج الانتخابية الواقعية أزمة متكررة في المشهد السياسي العراقي. وتظهر الملاحظات أن الكثير من الكتل والأحزاب تعتمد على شعارات عامة مثل محاربة الفساد وتقديم الخدمات، لكنها تفتقر إلى خطط تنفيذية واضحة أو جداول زمنية محددة. ويبدو أن هذا النمط قد أدى إلى خلق فجوة متزايدة بين الناخبين والمرشحين، مما أدى إلى تآكل الثقة بالعملية السياسية ككل.

تعليقات