العدل: ركيزة استقلال القضاء في السعودية

العدل أساس الحكم

العدل هو العمود الفقري لأي نظام حكم، وهو ما يوفر الأمان والراحة للشعوب. لا يمكن لأي دولة أن تزدهر أو تستمر دون أن يكون العدل أساساً في هيكلها. وقد ترك القادة السعوديون نماذج حية للشجاعة والانحياز للعدل، مما عكس استقرار الدولة وثقة الشعب بها.

الإنصاف هو الركيزة الأساسية

أبرز الملك عبدالعزيز، رحمه الله، هذه القيمة عندما واجه نفسه كمدعى عليه أمام قاضي الرياض الشيخ سعد بن عتيق، مشدداً على أن القضاء يجب أن يكون مستقلاً وأن العدل هو فوق الجميع. هذه اللحظة ليست مجرد حادثة، بل هي رمز للمبدأ القوي الذي يحكم المملكة.

في إطار نفس السلوك، كان الملك سعود يربط أبناءه بمضمون واضح، إذ قال: “إذا أخذ أحدكم حقاً ليس له فإن القوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه.” هذا التأكيد على الحقوق الفردية يؤكد أن العدالة تتمتع بالأهمية القصوى في تعاملات الأسرة الحاكمة.

كما تجسد قيمة الانضباط والمبدئية في شخصية الملك فيصل الذي عندما وجد مكتبه مغلقاً، أعلن بثقة: “الخطأ خطأنا وليس خطأ الحارس.” وبهذا، كان يدعو الجميع لتحمل المسؤولية.

في حالة الملك خالد، يعكس سجله في العدالة تواضعاً نبيلاً. فقد امتنع عن السكن في منزل بجبل أبي قبيس حتى تأكد من حصول أسرته على حقوقهم كاملة، وأعطى تعويضاً يزيد عن المعتاد لإبراء ذمته.

ننتقل إلى قصة مؤثرة تتعلق بالأمير سلطان الذي استجاب لشكوى من مواطن وأمر بإحضار أحد وكلائه إلى المحكمة. في هذه اللحظة، وجّه الأمير سلمان بوضوح: “ما يقرره الشرع يُنفَّذ لنا أو علينا.”

ولم يكن الأمير نايف أقل نبلًا، حيث استدعى تحقيقاً شاملاً بعد حادث مروري تعرضت له امرأة معتمرة، وذهب إلى حد تعويضها من ماله الخاص. مثل هذه الأمثلة توضح كيف يتجسد العدل في كل جوانب الحياة.

ختاماً، يلخص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان هذا النهج بقوله: “في بعض الدول توجد حصانة للملوك من الدعاوى، لكن هنا يمكن لأي مواطن تقديم قضية ضد الملك أو ولي العهد أو أي فرد من الأسرة.” هذا يشير إلى أن العدل ليس مجرد مفهوم يتردد في الحديث، بل هو أساس الحياة في المملكة.