لكي تتمكن الدولة من الخروج من أزمتها الحالية، المتمثلة في تدهور أداء مؤسساتها العامة وتراجع الحياة السياسية، يجب أن نتبنى طرق تفكير جديدة تسهم في رفع الوعي العام. ينبغي استيعاب الطاقات الشابة المشارِكة في بناء الوطن، كي تتمكن الدولة من تحقيق ريادتها. لا يمكننا تجاهل الواقع المؤلم وما تسبب في فقدان الثقة بين الدولة وقطاعات واسعة من الأردنيين، حيث أصبحت الرواية الرسمية غير مقبولة في الأوساط الشعبية، يعود ذلك إلى بعض الشخصيات السياسية التي فرضت نفسها على الساحة لعقود دون القدرة على التواصل بشكل إيجابي مع المواطنين.
الصورة الإعلامية اللامعة لا تعكس الواقع، فمعظم الشخصيات العامة في الأردن معروفة لدى الرأي العام، ويدرك الناس مدى أمانة من شغلوا المناصب العامة وإخلاصهم الوطني. لقد تم مراقبة سلوكهم في مراحل سابقة، وطريقة التفكير التي تحكم ممارساتهم السياسية، حيث بات يُعرف من استغل السلطة أو أثرى من الوظيفة العامة، فهؤلاء سيظلون عالقين في الذاكرة الشعبية حتى دون ملاحقتهم قانونيًا.
تُعرف تفاصيل حياة الوزراء وأغلب المسؤولين في الدولة، مما يجعلهم تحت مجهر الرأي العام الذي لا يثق في أحد، ويُشاع عن تعيينات الأقارب والمعارف في إطار الحكومة الجديدة، مما أسفر عن تكوين رأي عام سلبي أسهم في تغيير المزاج العام، وهذا ما يتجلى في اللقاءات والندوات ووسائل التواصل الاجتماعي. الذاكرة الشعبية الأردنية لا تنسى التضليل في مختلف المراحل السابقة، فتحت شعار “القادم أجمل” تم تمرير عدد من الوعود الكاذبة، وكُشف زيف الأرقام المتعلقة بالاقتصاد والتوظيف والاستثمارات التي لم تُحقق أهدافها. تتزايد الأسعار بشكل مستمر، بينما تزداد تكاليف خدمات أساسية كالطاقة والمياه دون الإفصاح عن ذلك، وهذا يتطلب إصلاحًا جذريًا وقيادات تتسم بالصدق والنزاهة.
شخصيات تقدمية تقود المؤسسات العامة في الأردن
يومًا بعد يوم، يُتوقع أن تعمل شخصيات تقدمية على قيادة المؤسسات العامة في الأردن لتحقيق التنمية المنشودة وبناء الثقة مع المواطن.
قيادات مستقبلية للتغيير الجذري
إن الحاجة إلى قيادات تمتلك رؤية بعيدة المدى تبرز بوضوح، فالأردن يحتاج إلى تغيير حقيقي، يتجاوز الأطر التقليدية التي منعت تطور الحياة السياسية، ويُشدد على ضرورة انخراط الشباب والمبادرات المجتمعية الإصلاحية في عملية البناء الوطنية.

تعليقات