إطلاق منصة “السعودية من الفضاء” لتعزيز الهوية الوطنية والتقدم العلمي
في خطوة تعكس التقدم العلمي والثقافي، قامت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بإطلاق منصة رقمية جديدة تحت اسم “السعودية من الفضاء”، وذلك تزامنًا مع احتفالات المملكة باليوم الوطني الخامس والتسعين، مما يبرز التقارب بين الهوية الوطنية والتحسين العلمي والتقني.
ابتكار علمي يعكس الهوية الوطنية
تعتمد المنصة على أحدث التقنيات في الاستشعار عن بُعد وصور الأقمار الصناعية الدقيقة، مما يسمح بعرض المعالم الطبيعية والجغرافية والسياحية للمملكة بطريقة مبتكرة، لتكون نافذة فريدة تربط بين جمال الأرض وآفاق الفضاء.
تأتي هذه المبادرة ضمن جهود “كاكست” لتقديم محتوى بصري غني وموثوق، يعكس تفاصيل دقيقة عن التضاريس والموارد البيئية، متجاوزة الوسائل التقليدية في التوثيق، وتضع المملكة في موقع ريادي في استخدام البيانات الفضائية لخدمة المجتمع.
المنصة تُعتبر مرجعًا مهمًا للجهات الحكومية والقطاع الخاص والباحثين، حيث تقدم قاعدة بيانات متكاملة يمكن الاعتماد عليها في تصميم المشاريع التنموية وتطوير الحلول المستقبلية.
تمثل المنصة أيضًا فرصة للباحثين والطلاب، إذ توفر بيانات دقيقة تدعم دراساتهم في مجالات التغير المناخي والزراعة الذكية ورسم الخرائط وإدارة الموارد الطبيعية.
تسهم المنصة بشكل كبير في تعزيز قدرة الجهات الحكومية على التخطيط العمراني وتنفيذ مشروعات البنية التحتية، بما يتماشى مع تطلعات رؤية المملكة 2030.
كما تهتم المنصة بالجوانب السياحية والثقافية، حيث تُبرز المواقع التراثية والمعالم السياحية من منظور فضائي، مما يعزز مكانة المملكة كوجهة عالمية للسياحة.
تعكس المنصة أيضًا جهود المملكة نحو السيادة التكنولوجية، حيث تُظهر تطورها في تصنيع الأقمار الصناعية وتطوير تقنيات الاستشعار عن بُعد، الأمر الذي يقلل من الاعتماد على الخبرات الخارجية.
ليست المنصة مجرد وسيلة لعرض الصور، بل تسهم أيضًا كأداة استراتيجية لدعم المشاريع الوطنية الكبرى من خلال مراقبة التغيرات البيئية وتحديد مواقع الموارد الطبيعية.
من شأن هذه الخطوة تعزيز مكانة السعودية في الساحة العالمية المتعلقة بالبيانات الفضائية، وفتح أبواب التعاون الدولي والإقليمي في مجالات الابتكار والبحث العلمي.
تُبرز المنصة كأداة تعليمية وتثقيفية، تمكن المواطنين والزوار من التعرف على جغرافية المملكة وثرائها البيئي من منظور علمي مبتكر.
تشير “كاكست” إلى أن هذه المبادرة تأتي في إطار استراتيجيتها لاستغلال التقنيات الحديثة في خدمة أهداف التنمية الوطنية وتقديم حلول متطورة تتماشى مع التحولات العالمية.
يعكس المشروع القدرة على الجمع بين الحفاظ على الهوية الوطنية والتفوق العلمي، حيث تُستخدم صور الفضاء لإبراز أصالة الأرض السعودية وعمقها الحضاري.
يُعد هذا المشروع استكمالًا لمسيرة المملكة في الاستثمار في مجالات العلوم والتقنية، وتعزيز موقعها في صناعة الفضاء المتنامية عالميًا.
تفتح المنصة مجال الابتكار المحلي عبر توفير بيانات يمكن استخدامها لتطوير تطبيقات ذكية تخدم قطاعات متعددة، من الصحة إلى الطاقة.
كما تسهم في رفع الوعي البيئي لدى المجتمع من خلال تقديم عروض للتغيرات الطبيعية ورصد الأنظمة البيئية بطريقة بصرية مبسطة وقائمة على الحقائق العلمية.
تُعد المنصة إضافة قيمة لمشاريع رؤية 2030، كونها أداة عملية لقياس وتحليل معطيات التنمية المستدامة وتوجيه القرارات المستقبلية.
تظل الأبعاد الرمزية للمشروع واضحة، حيث تربط بين السماء والأرض، وتعكس الهوية الوطنية الراسخة والطموحات العلمية المتجددة، لتجسد مسيرة السعودية نحو المستقبل.

تعليقات