اتفاق السلام مع أرمينيا: خطوة تاريخية تعتمد على الإرادة السياسية، وشراكة استراتيجية غير مسبوقة مع مصر، ودعم متواصل لفلسطين وعاصمتها القدس الشرقية

اتفاق السلام بين أذربيجان وأرمينيا وتأثيراته

في أغسطس الماضي، تم التوصل إلى اتفاق للسلام بين أذربيجان وأرمينيا برعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي أنهى نزاعاً استمر لأكثر من ثلاثين عاماً بين الدولتين الجارتين في منطقة القوقاز الاستراتيجية. كان هذا الحدث بمثابة نقطة تحول مهمة بعد عقود من التصعيد، وقد قوبل بتفاعلات متعددة على الصعيد الدولي.

التسوية السلمية للنزاع

تاريخياً، تمتلك مصر وأذربيجان علاقات طويلة الأمد وشراكة متزايدة على مختلف الأصعدة، حيث يعمل المسؤولون في كلا البلدين على استكشاف فرص تعزيز العلاقات في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية. كانت لمصر الدور المحوري في هذه الديناميكية التي تسعى نحو تكثيف التنسيق بشأن القضايا الإقليمية والدولية.

في حوار مع سفير أذربيجان بالقاهرة، إلخان بولوخ بولوخوف، الذي تولّى منصبه في أبريل 2023، تم تسليط الضوء على التطورات في العلاقات الثنائية. وقد أشار السفير إلى أن الشراكة بين مصر وأذربيجان نشأت منذ سنوات، وتحديداً منذ استقلال أذربيجان في 1990، حين كانت مصر أول دولة أفريقية تُنشئ سفارة لأذربيجان.

التعاون بين البلدين شهد نمواً ملحوظاً، حيث زار الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف مصر مرّتين، بالإضافة إلى زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى باكو. هذه الزيارات تعكس عمق العلاقات الثنائية، التي تُعتبر الآن ضمن الشراكات الاستراتيجية القوية.

وفيما يتعلق بالعلاقات التجارية، رغم متانة العلاقات السياسية، لا يزال التبادل التجاري بين البلدين عند حدود 30 مليون دولار أمريكي، وهو رقم بعيد عن طموحات الاقتصادين. هناك جهود جادة من كلا الطرفين لتعزيز هذا التعاون من خلال توقيع مستندات واتفاقيات جديدة وفتح قنوات تواصل بين رجال الأعمال.

أما عن التعاون الثقافي، فقد شهدت الفترة الأخيرة عدة فعاليات بهدف تعزيز الفهم المتبادل والثقافة بين الشعبين. من المخطط اصدار كتاب مترجم لشاعر مصري كبير، كما تشارك أذربيجان في المعارض الثقافية الكبرى لنشر الثقافة الأذربيجانية في العالم العربي.

وعلى صعيد الطاقة، كانت العلاقات قوية عبر العقود الماضية، إذ تم توقيع عدة اتفاقيات في مجال الغاز والنفط، مع تطلعات لإعادة تنشيط هذا التعاون. الاتفاق الأخير بين أذربيجان وأرمينيا يمثل خطوة مهمة، ولكن التنفيذ الفعلي يتطلب توافقًا داخليًا في أرمينيا، حيث لا تزال هناك قوى سياسية تعارض الاتفاق.

ختاماً، يمثل السلام بين أذربيجان وأرمينيا مرحلة جديدة في تكوين علاقات الإقليم، رغم التحديات السياسية المحتملة، ويُنظر إليه كدليل لمثابرة الأجيال على تحقيق السلام والرخاء.