المشرف على الرواق الأزهري: إنكار السنة يعني إلغاء تحريم أكل الحمير

إنكار السنة النبوية وخطورته على الدين الإسلامي

حذر الدكتور عبدالمنعم فؤاد، المشرف على الرواق الأزهري، من الدعوات التي تنكر السنة النبوية، مشيرًا إلى أن ذلك يُعتبر تطاولًا واضحًا على مقام النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ويتعارض مع ما جاء في القرآن الكريم.

رفض الفكر الذي ينكر السنة النبوية

أكّد الدكتور فؤاد، خلال حديثه في برنامج «فاسألوا» عبر قناة «أزهري»، أن رفع الصوت على النبي سواء في حياته أو عند قبره كان محذرًا منه في القرآن، حيث يقول الله تعالى: «لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون». فكيف يمكن لمن يتطاول على سنته أو ينكرها أن يتظاهر بالإيمان؟

وأضاف الدكتور فؤاد أن الأفراد الذين يسعون للدعوة لهذا الفكر يهدفون إلى الشهرة من خلال التوجهات الجديدة على حساب الدين. واستشهد بحديث النبي الذي يصف حالهم: «يوشك رجل شبعان على أريكته يقول: عليكم بالقرآن، فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه».

وفقًا للدكتور فؤاد، إنكار السنة يعني تعطيل العديد من الأحكام الشرعية الواضحة، مثل عدد ركعات الصلاة ومناسك الحج وتحريم بعض الأغذية كالأكل من السبع والحمير الأهلية، وهي أمور لم يُفصّلها القرآن بل وضحها النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

ونوه إلى أن القرآن والسنة مكملان لبعضهما البعض، وأن التمسك بهما معًا هو السبيل للنجاة، بينما من يبتعد عنهما سيضل.

وأشار فؤاد إلى أن السنة النبوية تعتبر من أرقى أنظمة التوثيق في تاريخ البشرية، حتى أن المستشرقين ذوي السمعة الجيدة أقروا بأن المسلمين قد وضعوا علم الإسناد والرجال لحماية الحديث الشريف، وهو ما لم تُعرف به أي أمة أخرى.

كما أوضح أن تفاصيل حياة النبي محمد، منذ مولده وحتى وفاته، تم توثيقها بدقة مذهلة، وهو ما يبرز قيمة السنة النبوية، في حمايتها للقرآن وتفسيره. وكشف أن الجهود التي تسعى لتشويه السنة تزداد بسبب كونها الحامية للقرآن، ولكن هذه المحاولات لن تُنجح بالتأكيد أمام هذا الإرث العلمي المتين.

وأكد فؤاد أن السنة النبوية هي عمود التشريع الإسلامي، وأن الذين يسعون لإنكارها أو التخفيف من شأنها يجهلون جوهر الوحي. وأوضح أن الوحي في الإسلام ينقسم إلى نوعين: الوحي المتلو الذي هو القرآن الكريم، والوحي غير المتلو الذي يمثل السنة النبوية، مشددًا على أن النبي لم يتحدث من تلقاء نفسه، بل ما قاله وأفعاله كلها وحي.

وأختتم بأن خصوم الدين الذين يزعمون كفاية الكتاب وحده ينسون أن القرآن ذاته يأمر بطاعة الرسول، كما جاء في قوله تعالى: «وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا». لذا، فإن أي مسعى للفصل بين القرآن والسنة يشكل اعتداءً على مقام النبي وانحرافًا عن الطريق الصحيح للدين.