عُمان: بؤرة تهريب نفط إيران – معلومات عاجلة من وكالة بغداد اليوم

التحولات النفطية في العراق: مشروع الأنبوب العماني

يعيش العراق حالياً واحدة من أصعب الفترات في تاريخه النفطي الحديث، حيث تتداخل الضغوط السياسية والأمنية مع التحديات الاقتصادية. لطالما كان الاعتماد على موانئ البصرة ومضيق هرمز المصدر الرئيسي لتصدير النفط العراقي، مما جعله عرضة للتقلبات الجيوسياسية في منطقة الخليج. ومع تزايد المخاوف من تفاقم التوترات، بدأ الحديث عن ضرورة تنويع المنافذ، مما أدى إلى وضع مشروع مد خط أنابيب نفطي إلى سلطنة عمان كخيار استراتيجي لفتح آفاق جديدة للعراق في سوق الطاقة العالمية. هذا الخط يعد بمنافذ مباشرة إلى المحيط الهندي، بعيداً عن المخاطر المتعلقة بمضيق هرمز.

مشروع الخط النفطي إلى عمان: الآمال والتحديات

رغم الطموحات الاقتصادية المرتبطة بالمشروع، إلا أن التقارير حذّرت من خطر استخدام الأنبوب كقناة لتهريب النفط الإيراني. حيث اعتبرت تقارير أن هذا المشروع قد يمكّن إيران من خلط النفط الإيراني بعناوينها الوطنية، مما يسهل تصديره، خاصة إلى الصين. وقد أثار ذلك قلق الخبراء داخل العراق، الذين حذروا من أن أي استغلال للحقل النفطي في المناطق المشتركة قد يعرض العراق لعقوبات إضافية من قبل الغرب. هذا القلق أدى إلى تشكيل لجنة تحقيقية لبحث شبهات تهريب النفط وتداخل المصالح بين الكيانات الإيرانية والعراقية.

ومع تزايد هذه المخاوف، كان هناك تطورات داخلية تشير إلى تعقيدات أكبر، مثل تعليق رئيس الوزراء العراقي على ضرورة التحقيق في قضايا الخلط والتهريب، خصوصاً بعد فرض عقوبات من قبل وزارة الخزانة الأميركية على رجال أعمال عراقيين. ورغم نفي شركة تسويق النفط الوطنية (سومو) لأي عمليات تهريب، إلا أن هناك دلائل مقلقة حول وجود عمليات غير مشروعة تجري في النقاط البحرية.

الأحداث المُثارة تؤكد على ضرورة تحقيق التوازن بين المصالح الوطنية وضغوط إيران، حيث تشير التقديرات إلى وجود شبكات تهريب للبترول تستغل الفروق السعرية لتحقيق أرباح طائلة، مما يجعل من مشروع الأنبوب العراقي العماني اختباراً دقيقاً لإدارة موارد البلاد ومواجهة التحديات الاقتصادية. إذا لم يتخذ العراق خطوات فعالة تجاه هذه القضايا، فقد يجد نفسه في مواجهة أزمة دولية أكبر حيث تتحول ممراته النفطية من أدوات تنمية إلى وسائل للعقوبات.