أوضح المهندس صالح بن ناصر الجاسر، وزير النقل والخدمات اللوجستية ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني، أن المملكة أصبحت عنصرًا محوريًا في تطوير الإستراتيجيات العالمية للطيران، من خلال مساهماتها الفعالة في منظمة الطيران المدني الدولي ولجانها، بالإضافة إلى رئاستها لعدد من الفرق الإقليمية والدولية. وأكد الجاسر أن الدور السعودي يتجاوز المشاركة ليشمل قيادة المبادرات وصياغة الحلول للتحديات الحالية في قطاع الطيران.
إقرأ ايضاً:
“القوات الخاصة للأمن البيئي” توجه ضربة حاسمة لمواطن بعسير… السبب يثير الجدل!تنظيم الإعلام تحذر .. مشاركة هذا النوع من المحتوى تقودك للمساءلة!
الطيران السعودي وتأثيره العالمي
كُشف الجاسر عن تبرع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود بمبلغ مليون دولار لدعم البرنامج العالمي “عدم ترك أي دولة خلف الركب”، الذي تنفذه منظمة الإيكو بهدف مساعدة الدول النامية في تطبيق معايير السلامة والأمان. تعكس هذه المبادرة التزام المملكة بتعزيز العدالة والشمولية في الطيران الدولي، وهو ما تجلّى من خلال مساهمات مماثلة في الدورات السابقة.
مبادرات سعودية لتعزيز الطيران الدولي
أفاد الوزير بأن المملكة أطلقت برنامج الطيران الوطني كجزء من الإستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية، مع أهداف طموحة تشمل نقل أكثر من 330 مليون مسافر سنويًا وربط المملكة بـ 250 وجهة دولية بحلول عام 2030، واستقطاب استثمارات تتجاوز 100 مليار دولار. كما تعمل الحكومة على تطوير مطارات رئيسية مثل مطار الملك سلمان الدولي في الرياض، الذي سيستوعب 120 مليون مسافر، بالإضافة إلى توسيع مطارات جدة وأبها وتنفيذ مشاريع لمطارات سياحية مستدامة.
تحسين القدرات البشرية في الطيران
ذكر الجاسر أن قطاع الطيران يسهم بأكثر من 53 مليار دولار في الناتج المحلي، ويوفر نحو مليون وظيفة، مع خطط لتأهيل أكثر من 50 ألف متخصص في مجالات الطيران، المراقبة الجوية، الهندسة، والصيانة. كما دربت المملكة 1423 متخصصًا من 11 دولة و254 متخصصًا من 16 دولة في الأكاديمية السعودية للطيران المدني، مما يعزز دورها كمنصة إقليمية لبناء القدرات وفقًا للمعايير الدولية.
استدامة وتوجه نحو الحياد الصفري
شدد الوزير على التزام المملكة بتحقيق هدف الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، من خلال استثمار في بنية تحتية منخفضة الكربون وتحديث أساطيل الطيران وتسريع استخدام وقود الطيران المستدام. وأشار إلى أن مطار البحر الأحمر يُعتبر نموذجًا عالميًا كأول مطار يعمل بالكامل بالطاقة المتجددة، كما تم تجربة التاكسي الجوي لخدمة الحجاج في عام 2024، مما يجسد الابتكار في خدمة الإنسانية والبيئة.
سعودية تتقدم في صناعة الطيران
اختتم الجاسر بالتأكيد على أن المملكة، بالتوازي مع قيادتها للمنظمة العربية للطيران المدني ومساهماتها في تأسيس الهيئات الإقليمية لمراقبة السلامة الجوية، تستعد لاستضافة النسخة الرابعة من مؤتمر مستقبل الطيران في الرياض عام 2026، وهو حدث دولي كبير يبرز المكانة المتقدمة التي حققتها المملكة في صناعة الطيران، ويعكس التزامها بتنمية مستدامة وابتكار وتعزيز التكامل الجوي على الصعيد العالمي.

تعليقات