خطورة استخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة
حذرت الإدارة العامة للمرور في المملكة من المخاطر الكبيرة الناتجة عن استخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة، حيث يُعتبر هذا السلوك واحدًا من الأسباب الرئيسية للحوادث المرورية على مختلف الطرق. يعد الهاتف من أكثر الأمور التي تشتت انتباه السائقين، مما يقلل من قدرتهم على اتخاذ القرارات السريعة والصحيحة.
مخاطر استعمال الجوال أثناء القيادة
لقد أوضحت الإدارة أن انشغال السائقين بالهاتف يؤثر سلبًا على قدرتهم في تقدير المسافة الآمنة بين مركباتهم والمركبات الأخرى، مما يعزز احتمالية حدوث الاصطدامات، خاصة في الطرق السريعة والمزدحمة التي تتطلب أقصى درجات اليقظة. كما أن استخدام الهاتف يقلل من تركيز السائقين على المركبات المجاورة والمشاة، مما يعرضهم لتجاهل المخاطر المفاجئة، مثل التوقف المفاجئ أو وجود عوائق في الطريق، مما يؤدي إلى وقوع حوادث مميتة.
ومن أبرز السلبيات الناتجة عن هذا السلوك هو تجاوز الإشارات الضوئية والتحذيرات المرورية دون وعي، مما يعرّض السائقين والآخرين لمخاطر كبيرة قد تصل للحوادث القاتلة. عدم الالتزام بالمسارات المحددة بسبب الانشغال بالهاتف يُعتبر من التصرفات الخطرة، حيث يمكن أن يُحدث انحرافات غير متوقعة تشكل تهديدًا مباشرًا لحياة السائق ومن يستخدم الطريق.
كما يؤدي التذبذب في سرعة المركبة الناتج عن انشغال السائق بالهاتف إلى صعوبة في توقع حركة المركبة من قبل الآخرين، مما يزيد من إمكانية وقوع الحوادث المرورية. وأكدت الإدارة على أن الحفاظ على التركيز أثناء القيادة واجب لا يقتصر على حماية السائق فقط، بل يشمل حماية جميع مستخدمي الطريق.
وربطت الإدارة بين تعزيز الثقافة المرورية والمسؤولية المجتمعية، مؤكدة على أن وعي السائق بدوره في منظومة الطرق يساعد في تقليل الخسائر البشرية والمادية. وأشارت إلى أن الحملات التوعوية التي تطلقها تهدف لتذكير السائقين بمخاطر السلوكيات غير المسؤولة، وأبرزها استخدام الهاتف أثناء القيادة.
كما أفادت الدراسات العالمية بأن الانشغال بالهاتف يُعتبر مضرًا بنفس مقدار القيادة تحت تأثير الكحول أو المخدرات، فيما يتعلق بالتأثير على القدرة العقلية ورد الفعل. وقد تبنت المملكة معايير متطورة للسلامة المرورية ضمن رؤية 2030، مع التركيز على خفض معدلات الحوادث والوفيات من خلال تعزيز الرقابة ونشر الوعي.
وأشارت الإدارة إلى أن عقوبات استخدام الهاتف أثناء القيادة ليست مجرد إجراء عقابي، بل تعد وسيلة للردع وتحفيز السائقين للالتزام بالقوانين. التعاون بين الجهات الأمنية والتوعوية والإعلامية يعد ضروريًا لنشر ثقافة القيادة الآمنة وتقليل السلوكيات الخطرة.
كما دعت الأسر إلى متابعة سلوكيات أبنائهم الشباب أثناء القيادة، مع التأكيد على خطورة استخدام الهاتف نظرًا لأنهم الفئة الأكثر تعرضًا للحوادث. وأكدت أن التكنولوجيا الحديثة، مثل أنظمة القيادة الذكية، لا يمكن أن تعوّض عن يقظة السائق وعناية كاملة بالطريق.
أخيرا، شددت الإدارة على أن الجهود المبذولة لتقليل الحوادث تتطلب من الجميع الالتزام بالتعليمات المرورية. وتجنب استخدام الهاتف أثناء القيادة ليس خيارًا، بل هو واجب وطني يسهم في الحفاظ على الأرواح والممتلكات ويعزز سلامة الطرق.
تعليقات