الحوار السعودي – الإيراني
وجه الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم دعوة للحوار مع السعودية، موضحاً أن سلاح المقاومة في لبنان موجه نحو العدو الإسرائيلي وليس نحو أي دولة أخرى. ويأتي ذلك بعد تصريح محمود قماطي، القيادي في حزب الله، الذي أكد عدم وجود مشاكل بين حزب الله والسعودية. بعد فترة من التوترات السياسية وقطع العلاقات الدبلوماسية على خلفية حرب اليمن، شهدت العلاقات بين السعودية وإيران انفراجاً خلال العام 2023 بوساطة صينية، نتج عنه اتفاق لاستئناف العلاقات الدبلوماسية. وأكد التفاهم بين البلدين على احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
التفاهم السعودي – الإيراني
منذ توقيع هذا الاتفاق، شهدت السعودية وإيران زيارات متبادلة كبيرة، منها الزيارة البارزة لوزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان في أبريل من هذا العام، حيث التقى بالمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي وسلّمه رسالة من الملك سلمان تتعلق بتعزيز التعاون الأمني والاستقرار الإقليمي. في أعقاب الاجتماع، أعرب خامنئي عن أهمية العلاقات بين البلدين ودعا إلى التعاون في منطقة غرب آسيا. لم تحظ هذه الخطوة بمتابعة كافية بسبب التطورات السريعة في المحادثات الأميركية الإيرانية بشأن الملف النووي وما تلاها من أحداث، كالحرب القصيرة في يونيو.
نتج عن هذا السياق تغييرات كبيرة في القيادة الإيرانية، أبرزها تعيين علي لاريجاني أميناً عاماً لمجلس الأمن القومي. زار لاريجاني بيروت وتحدث عن إمكانية زيارة الرياض، وهذا ما تحقق بعد أيام حيث أجرى لقاءات مع المسؤولين السعوديين، مما يعكس رغبة في تعزيز العلاقات.
تشكل الملفات الإقليمية المختلفة بين إيران والسعودية تحديات ورهانات متفاوتة. فالعلاقة بينهما في سياق الوضع في سوريا، حيث فقدت إيران نفوذها، تتطلب إعادة تقييم وتقارب إقليمي. في قضية فلسطين، تتباين وجهات النظر حيث تدعم إيران المقاومة، بينما تسعى السعودية لحل الدولتين. ورغم أن اليمن كان نقطة صراع بين الطرفين، إلا أن الوضع الراهن قد يمكّنهم من تجاوز التوترات السابقة، خاصة مع التوجهات الجديدة بعد الأحداث الأخيرة.
لبنان، بتركيبته المعقدة، يمثل أيضاً ساحة للتفاعل بين السياسات الإيرانية والسعودية. دعم السعودية لانتخاب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية وتكليف نواف سلام برئاسة الحكومة يمثل حداً للاستقرار في لبنان، بيد أن الحضور اللبناني في المعادلة الإقليمية يبقى مهماً.
تتجه الأنظار إلى الحوار السعودي الإيرانية في ضوء تلك التطورات، حيث تعكس هذه العلاقات المتغيرة الحاجة الملحة إلى التعاون في مواجهة التحديات الإقليمية. في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل، يبدو أن هناك فرصة لتعزيز الحوار والتفاهم بين الأطراف المختلفة، مما قد يؤدي إلى الاستقرار في المنطقة.
تعليقات