مؤتمر حل الدولتين يبدأ في الأمم المتحدة مع توقعات متزايدة للاعتراف بدولة فلسطينية

الاعتراف بدولة فلسطين يثير الجدل في الاجتماعات الدولية

انطلقت، مساء أمس الاثنين، أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث تصدرت قضية الاعتراف بدولة فلسطينية الدورة السنوية الثمانين للاجتماعات. تترأس السعودية وفرنسا المبادرة الرامية إلى تعزيز هذا الاعتراف، وسط ترقب لمزيد من الدول التي قد تعترف بدولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة.

الإقرار بحقوق الفلسطينيين وتأثيرها الدولي

اعترفت فرنسا رسمياً بالدولة الفلسطينية، لتكون أحدث دولة تنضم إلى قائمة الدول التي اتخذت هذه الخطوة. وأشارت رئاسة مؤتمر حل الدولتين إلى أهمية “إعلان نيويورك”، الذي حصل على تأييد واسع من الجمعية العامة، كبديل فعّال لإنهاء العنف والنزاعات المتواصلة.

دعت جميع الدول إلى الإسراع في تنفيذ المبادرات عبر خطوات عملية، مع التأكيد على أن إنهاء الحرب في غزة وضمان الإفراج عن جميع الرهائن وتبادل الأسرى على رأس قائمة الأولويات. وفي كلمته أمام الجمعية العامة، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أهمية السلام، مشيراً إلى أنه لا يوجد مبرر للحرب المستمرة في غزة.

كما استضافت فرنسا والسعودية قمة تناولت خطط حل الدولتين، في غياب دول مجموعة السبع مثل ألمانيا وإيطاليا والولايات المتحدة. دعا ماكرون إلى إنشاء إدارة انتقالية في غزة تتولى الإشراف على “تفكيك” حماس.

وعبّر حوالي مئة بلدية في فرنسا عن دعمهم للاعتراف الفلسطيني، حيث رفعوا العلم الفلسطيني على واجهات مبانيهم. وأعلنت دول مثل مالطا ولوكسمبورغ وبلجيكا أيضاً عن اعترافها بدولة فلسطين، لتضاف إلى الدول التي سبق وأن قامت بذلك مثل المملكة المتحدة وكندا وأستراليا والبرتغال، ليصل عدد الدول المعترفة إلى 151 من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة.

رغم هذه الاعترافات، لم يتغير وضع الفلسطينيين في الأمم المتحدة، حيث لا يزالون يحملون صفة “مراقب”، في ظل عدم منحهم العضوية الكاملة بسبب معارضة الولايات المتحدة. وتبدو كل من ألمانيا وإيطاليا غير متحمستين للاعتراف في المستقبل القريب، بينما شهدت إيطاليا تظاهرات تدين الوضع في غزة.

في حديثه، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عدم وجود مبررات للتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، مشيراً إلى أن الحل الوحيد يتلخص في الاعتراف المتبادل بدولتين مستقلتين. وأكد أن إقامة الدولة بالنسبة للفلسطينيين هي “حق وليس مكافأة”، محذراً من أن عدم الاعتراف سيعطي دافعاً للمتطرفين. أعلن كذلك الاتحاد الأوروبي عن عزم إنشاء مجموعة مانحين لدولة فلسطين وآلية خاصة لإعادة إعمار غزة.

من جهة أخرى، انتقدت كل من إسرائيل والولايات المتحدة الاعترافات الجديدة، حيث أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مخاوفه من تشكيل دولة فلسطينية، وهدد بتوسيع المستوطنات. الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ينتظر فرصة للحديث عن هذا الموضوع خلال كلمته في الجمعية العامة، حيث سيشير إلى أن الاعتراف بمثل هذه الخطوات يعد مكافأة لحماس، بما يتماشى مع سياسته الراهنة.

وفي هذا الإطار، أكد عدد من القادة، بينهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، على أهمية المساعدات الإنسانية والسلام في المنطقة، مشددين على ضرورة تسليم الفصائل المسلحة للأسلحة للسلطة الفلسطينية وتجنب أي دور سياسي لها مستقبلاً.