الذكرى الخامسة والتسعون لليوم الوطني
تحتفل بلادنا الحبيبة هذا العام بالذكرى الخامسة والتسعين ليومها الوطني، متمازجةً مع عبق تاريخها الذي يتحدث عن مجدٍ عظيم وبطولاتٍ نادرة، حيث يقف وراء هذا الإنجاز قائد ملهم، هو الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود – طيب الله ثراه – الذي أرسى قواعد وحدة استثنائية في التاريخ الحديث على أسس التوحيد والنهج القويم. لقد استطاع الملك المؤسس جمع شتات الصفوف بعد الفُرقة ورأب الصدع بين القبائل ليؤسس دولة عصرية تتمتع بالقوة والترابط.
لقد حظي المؤسس برعاية القلوب وثقة العقول، فتجمع الناس حوله وقدموا له الولاء مبايعين إياه ملكاً محباً ومهيباً. ومع مرور العقود، شقت مسيرة التقدم طريقها على يد رجالٍ أوفياء، حتى الوصول إلى عهود أبنائه الملوك البررة، رحمهم الله، وصولاً إلى عهد الملك سلمان بن عبد العزيز – يحفظه الله – وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذين يقودون المملكة بجرأة وثبات ويواصلون مواجهة التحديات، مما جعل المملكة نموذجاً يحتذى به في الاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي.
احتفال بالوطن والتاريخ
وفي فترة زمنية قصيرة، حققت المملكة قفزات نوعية شهدت تحول الأحلام إلى حقائق ملموسة، من خلال مشاريع عملاقة ومرافق حديثة أبهرت العالم. لقد أصبحت السعودية مثالاً يحتذى به يُشير إليها الجميع بالاحترام. ومن حقنا كسعوديين أن نفخر بما أنجزته بلادنا، وما نعيشه من أمن وازدهار، في وقت تعاني فيه العديد من الدول من صراعات وأزمات.
إن يومنا الوطني لا يُعتبر مجرد ذكرى عابرة، بل هو مناسبة نبث فيها قيم الوطن الغالي، ونعيد إلى الأذهان أمجاده العظيمة، كما نجدد فيها الولاء للمؤسس العظيم وصنّاع المجد. إنه يوم يغرس في نفوس الأجيال القادمة روح الانتماء والولاء، ويُرسخ القيم السامية التي قامت عليها المملكة. ويحتفي هذا اليوم بالإنجازات الوطنية في جميع مجالات الحياة، وبالخدمة الجليلة التي تقدمها بلادنا للحرمين الشريفين ورعاية ضيوف الرحمن.
إنها لحظة شكر واعتراف بما كانت عليه البلاد من ضعف وتفكك، وما أصبحت عليه اليوم من قوة ووحدة ومكانة مرموقة عالمياً، ما يجعلها في مصاف الدول المتقدمة في وقت قياسي من عمر الأمم. يشكل هذا اليوم رسالة ولاء صادق للقيادة الرشيدة وعزيمة مستمرة على البناء والتطوير والدفاع عن الوطن أمام التحديات.
نتقدم بالتهنئة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، وللشعب السعودي الوفي بهذه المناسبة العزيزة. دمت يا وطن المجد والفخر.
تعليقات