رحلة السعودية من الدرعية إلى نيوم
منذ لحظة تأسيسها في الدرعية، حينما ارتفعت راية التوحيد في سماء الجزيرة العربية، انطلقت مسيرة وطن أدرج اسمه في سجلات التاريخ كقصة فريدة تتجاوز الأبعاد الجغرافية والزمنية. في موطن البدايات، تم صياغة معادلة الوحدة، وتشكيل أولى ملامح دولة جعلت من الإرادة سلاحها الأبرز، ومن الهوية درعها الحصين، ومن الطموح مسارها اللامنتهي.
التحول الحضاري في رؤية السعودية
وفي ظل المشاريع المتنوعة لرؤية السعودية 2030، تتجلى المملكة بصورة جديدة تمثل وطناً يضع المستقبل في يده، محولًا الأفكار إلى واقع. نيوم ليست مجرد مشروع عمراني، بل هي رمز لعقلية استراتيجية تدرك أن الريادة تُبتى ولا تُمنح، وأن التنمية ليست هدفًا بل مسار دائم. استثماراتها العملاقة التي تتجاوز 500 مليار دولار ليست أرقاماً فحسب، بل هي رسائل للعالم أن السعودية قد اختارت أن تكون مركزاً للابتكار ووجهة لمستقبل الإنسانية.
هذا الانتقال من الدرعية إلى نيوم يمثل تحولا حضارياً مميزًا، من بناء العاصمة الأولى إلى تشييد مدن ذكية تقود الابتكار في مجالات الطاقة والتقنية. رحلة يقودها قادة يتطلعون للغد، وشعب يؤمن أن التحديات تنطوي على فرص غير مستغلة، وأن الطموحات الكبيرة قابلة للتحقيق بوجود العزم والإرادة.
وفي قلب هذه المسيرة يتواجد الشباب السعودي من كلا الجنسين، كوقود للرؤية ومحرّك للتطوير. هم الذين يترجمون الطموحات إلى إنجازات، وينقلون المملكة إلى مكانة متقدمة بين الأمم في مجالات الذكاء الاصطناعي، والاقتصاد الرقمي، والثقافة والفنون وغيرها من المجالات، مستندين إلى رؤية السعودية 2030 التي وضعت خارطة طريق متوازنة تجمع بين الأصالة والحداثة والانفتاح على العالم.
وعلى الصعيد الدولي، المملكة تعتبر قوة مؤثرة بفضل الله، حيث توزن بين استقرار أسواق الطاقة وزعامة الاقتصاد الأخضر، وتستخدم قوتها الناعمة في الثقافة والرياضة لبناء جسور الاحترام والتأثير، هذه هي السعودية التي تعيد تعريف موقعها في العالم كدولة تملك قدراتها الخاصة وتحدد مستقبلها بوضوح.
اليوم الوطني ليس مجرد مناسبة للاحتفال، بل هو تجديد لإعلان قدرة وطن صاغ تاريخاً بإرادة، ويخطط لمستقبل يتسم بالريادة. من الدرعية التي وحدت الأرض والإنسان، إلى نيوم التي تجسد معنى المستقبل، تسير السعودية لتؤكد للعالم: نحن نصنع المعادلات ولا ننتظر نتائجها. في هذا اليوم، يتجسد معنى الدولة القائدة التي تستمد قوتها من جذورها، وتبني مجدها بعقول شبابها، وتخاطب العالم برؤية لا تعرف المستحيل. إنها السعودية، وطن بحجم التاريخ وطموح يتجاوز الجغرافيا، وإرادة تجعل من المستقبل حاضراً يُكتب كل يوم.
تعليقات