دور السعودية الرائد في القضايا الإقليمية والدولية
تعتبر المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود أحد الأعمدة الأساسية في أمن العرب والمسلمين. تساهم المملكة بفعالية في الاستقرار الإقليمي والدولي، وتجلى هذا الدور اليوم مع احتفالنا باليوم الوطني السعودي، حيث تتجلى قيم الفخر والولاء لما تقدمه المملكة من مواقف ثابتة وسياسات مدروسة تعكس قوتها في المجالين السياسي والدبلوماسي.
السعودية كعنصر تعزيزي للسلام العربي
تتجسّد القضية الفلسطينية كجوهر أساسي في السياسة الخارجية للسعودية. دعم الشعب الفلسطيني عبر السنين، سواء على الصعيد السياسي أو المالي أو الدبلوماسي، لم يكن مجرد موقف عابر، بل هو التزام راسخ. فقد قدّمت المملكة مبادرات سلام، أبرزها مبادرة السلام العربية عام 2002، التي وضعت أساسًا للحل العادل والشامل. ولم يتوقف الدعم عند السياسة، بل امتد ليشمل إعادة إعمار قطاع غزة وتقديم المساعدات الإنسانية، مما يعكس إيمان المملكة العميق بحقوق الفلسطينيين.
وبالإضافة إلى ذلك، تلعب المملكة دورًا رئيسيًا في تعزيز أمن الخليج، رافعة شعار أن الأمن القومي العربي مترابط لا يتجزأ. من خلال قيادتها للتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وتعزيز التعاون الدفاعي مع دول مجلس التعاون الخليجي، أثبتت السعودية أنها الدرع الحصين للعروبة في وجه التهديدات، حيث تتبنى سياسات رادعة ضد أي تدخلات خارجية تهدد استقرار المنطقة. يدعم هذا التعاون رؤية موحدة مع مصر في مجابهة الإرهاب وتعزيز أمن البحر الأحمر، مما يشكل شريانًا حيويًا للتجارة العالمية. يتعاون البلدان أيضًا في البحث عن حلول سياسية لأزمات عدة في سوريا وليبيا والسودان، إدراكًا منهما أن الحفاظ على الأمن القومي العربي يتطلب تنسيقًا مستمرًا.
لكن دور السعودية لا يقتصر فقط على القضايا الإقليمية، بل يمتد عالميًا. فهي عضو فعّال في مجموعة العشرين وتساهم في تشكيل الاقتصاد العالمي، كما تساهم عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في تقديم المساعدات الطارئة خلال الكوارث والنزاعات، مما يجعلها لاعبًا بارزًا في الساحة الدولية.
علاوة على ذلك، من خلال قيادتها في منظمة أوبك، تثبت السعودية قدرتها على تحقيق التوازن في أسواق النفط العالمية، حيث تنظر إلى النفط كأداة لتحقيق الاستقرار الدولي، مما يعزّز من مكانتها كدولة مسؤولة تحترم التزاماتها.
في الاحتفاء باليوم الوطني السعودي، يجتمع العرب جميعًا في شعور الفخر بمكانة المملكة، التي تعد قلب الأمة الإسلامية ودرعها في مواجهة الأزمات. إن استقرار السعودية وثبات سياستها الخارجية يشكلان ضمانة لسكينة المنطقة بكاملها. يمكن القول إن الدور السعودي في القضايا الإقليمية والدولية يجسد مزيجًا من الحكمة السياسية، والفاعلية الاقتصادية، والرؤية الدبلوماسية. المملكة لا تسعى للنفوذ العابرة، بل إلى تحقيق الاستقرار الدائم والسلام العادل.
تعليقات