تعزيز السلامة العامة من خلال الإبلاغ عن مخالفات السكن الجماعي
دعت وزارة البلديات والإسكان المواطنين للمشاركة الفعالة في الإبلاغ عن مخالفات السكن الجماعي، وذلك عبر منصة بلدي أو من خلال الاتصال بالرقم الموحد 940. وأكدت الوزارة أن هذه الخطوة تسهم بشكل مباشر في تعزيز السلامة العامة وتحسين جودة الحياة في الأحياء السكنية.
تنظيم المساكن الجماعية وضروراته
أشارت الوزارة إلى أن الإبلاغ عن المخالفات لا يعد إجراءً روتينياً بل هو وسيلة فعالة لردع التجاوزات، مما يعزز الالتزام بالشروط الصحية والفنية التي وضعتها الجهات المعنية. يهدف تنظيم المساكن الجماعية بشكل أساسي إلى حماية القاطنين من المخاطر المحتملة وضمان توفير بيئة سكنية آمنة وصحية تتواكب مع معايير الحياة الكريمة التي تسعى لتحقيقها رؤية المملكة 2030.
وأوضحت أن خطط الوزارة تسير وفق استراتيجية شاملة تشمل رفع الوعي في المجتمع بأهمية الامتثال، بالإضافة إلى الرقابة الميدانية وتطوير الأنظمة وإشراك مختلف القطاعات. وتقف الوزارة في جهودها الرقابية بالتعاون مع العديد من الجهات الحكومية في إطار تكامل مؤسسي يهدف للحد من الممارسات غير المصرح بها والتي قد تؤثر على الصحة العامة والتطوير الحضري.
وشددت الوزارة على أن مسؤولية توفير بيئة سكنية مناسبة للعاملين في منشآت القطاع الخاص هي مسؤولية مشتركة تعكس صورة حضارية للمدن السعودية، وتدعم خطط تحسين جودة الحياة. تأتي هذه المبادرات في إطار رؤية تهدف لبناء مدن مستدامة تتوفر فيها مقومات العيش الآمن والصحي بما يتماشى مع التوجهات الوطنية الطموحة.
أطلقت الوزارة مؤخراً النسخة المحدثة من دليل الشروط الصحية والفنية والسلامة الخاصة بالمساكن الجماعية، للسعي لتوحيد الضوابط ورفع كفاءة تطبيقها. يتضمن الدليل الجديد معايير دقيقة تراعي احتياجات القاطنين مثل التهوية المناسبة، المساحات الملائمة، وأنظمة الحماية من الحريق، بالإضافة لمتطلبات النظافة العامة.
يهدف هذا الدليل إلى الحد من التكدس الذي قد ينشأ في بعض المساكن العشوائية، وما ينجم عنه من آثار سلبية على الصحة العامة والأمن المجتمعي. جاء تحديث الدليل بعد دراسات ميدانية واسعة رصدت التحديات القائمة، ووضعت حلولاً عملية قابلة للتنفيذ. يجسد هذا الجهد جزءًا من سلسلة من المبادرات الحكومية التي تسعى لتنظيم قطاع الإسكان بدقة أكبر، وإيجاد بيئة حضرية متكاملة تراعي البعد الإنساني والصحي.
كما ذكرت الوزارة أن السكن الجماعي يعتبر جزءًا أساسيًا في سوق العمل، مما يستدعي وضع تنظيمات صارمة لضمان توافقه مع معايير السلامة والجودة. تحسين هذا القطاع يساهم في رفع كفاءة المدن السعودية وجعلها أكثر جذبًا للمستثمرين والسكان، مما يعزز منها تنافسيتها على المستوى العالمي.
تترأس وزارة البلديات والإسكان البرنامج الوطني لتطوير السكن الجماعي للأفراد، الذي يضم عددًا من الوزارات والهيئات الحكومية المعنية مثل وزارة الداخلية ووزارة الصحة ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، إلى جانب وزارة التجارة ووزارة الصناعة والثروة المعدنية. كما تشارك في البرنامج كل من الهيئة الملكية للجبيل وينبع، والهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية، وهيئة المدن والمناطق الاقتصادية الخاصة، وهيئة الصحة العامة وقاية.
يؤكد هذا التنسيق بين الجهات المعنية أن ملف السكن الجماعي لم يعد مجرد قضية خدمية، بل تحول إلى مشروع وطني استراتيجي يعكس جدية الدولة في تحقيق أهدافها التنموية.

تعليقات