إطلاق مبادرة لتعزيز العمل التطوعي في مكة المكرمة
أعلنت الإدارة العامة للتعليم بمنطقة مكة المكرمة عن إطلاق مبادرة جديدة تهدف إلى تنمية مهارات العمل التطوعي، حيث توفر فرصة للراغبين في الحصول على رخصة معتمدة من خلال المنصة الوطنية للعمل التطوعي، مع تخصيص أكثر من خمسة وثلاثين ألف مقعد للاستفادة من هذه الفرصة.
مبادرة لتطوير مهارات المتطوعين
تنسجم هذه المبادرة مع رؤية المملكة 2030، حيث تسعى إلى تعزيز مفهوم العمل التطوعي في المجتمع وزيادة الوعي بأهمية المشاركة الفعّالة. وتهدف إلى إعداد بيئة منظمة تسهم في تقديم قيم مضافة لكل من المتطوع والمجتمع. يستهدف البرنامج الفئات المختلفة، بما في ذلك المعلمين والطلاب في المرحلة الثانوية، لتعزيز ثقافة التطوع منذ الصغر.
تتضمن الرخصة الجديدة ثلاثة مسارات رئيسة، تتناسب مع احتياجات ورغبات المتطوعين، مما يعكس اهتمام وزارة التعليم بتطوير مهاراتهم. المسار الأول هو “ممارس العمل التطوعي”، الذي يركز على إكساب الأفراد المهارات الأساسية للمشاركة في الأنشطة التطوعية سواء بمفردهم أو ضمن مجموعات. المسار الثاني هو “إدارة العمل التطوعي”، الذي يهدف إلى توفير الخبرات اللازمة لتنظيم المبادرات بشكل فعّال، بما يعزز فرص استدامتها. أما المسار الثالث، وهو “قيادة الفرق التطوعية”، فيعنى بتأهيل قادة قادرين على إدارة الفرق وتحفيزها لاستغلال الفرص وتعظيم الأثر الإيجابي في المجتمع.
من خلال هذه المسارات، تأمل الإدارة أن تسهم في بناء مجتمع متكامل من المتطوعين، بدءًا من المتطوعين الجدد وصولًا إلى القادة المؤهلين، مما يعزز من استدامة العمل التطوعي من خلال تطوير مهارات المشاركين. وتعتبر الرخصة قيمة مضافة للمتطوع، حيث توفر إطارًا منظّمًا يمكّنه من ممارسة نشاطاته في بيئة آمنة.
يؤكد الخبراء أن مثل هذه المبادرات تفتح آفاقًا جديدة لجيل الشباب للمشاركة الفعالة في تطوير مجتمعاتهم، مع تعزيز خبراتهم العملية. وتمثل خطوة استراتيجية تساهم في تحقيق الهدف الطموح لرفع عدد المتطوعين بالمملكة إلى مليون متطوع بحلول عام 2030، بما يتماشى مع مستهدفات هذه المبادرة.
تعمل إدارة التعليم بمكة على توحيد الجهود من خلال ربط هذا البرنامج بالمنصة الوطنية للعمل التطوعي، مما يسهم في تحقيق تكامل في الجهود الوطنية ويفتح المجال أمام مزيد من الفرص. كما تم تسهيل عملية التسجيل من خلال رابط إلكتروني مخصص، مما يعزز من إمكانية انضمام المزيد من المتطوعين.
تُعتبر هذه المبادرة خطوة جديدة نحو تحويل العمل التطوعي إلى ممارسة ترتكز على الأسس المؤسسية، مما يسهم بشكل كبير في عملية التنمية المجتمعية. تسعى المبادرة إلى تطوير نموذج يحتذى به في المناطق الأخرى، بحيث يصبح العمل التطوعي رافدًا مستدامًا للقيم الإنسانية والاجتماعية.
في الختام، تعد هذه الخطوة مؤشراً على التقدم الذي تحققه المملكة في دمج طاقات الشباب ضمن منظومة التطوع، حيث يسعى البرنامج إلى بناء نظام وطني منظم يدعم العمل التطوعي ويساهم في تعزيز الهوية الوطنية.
تعليقات