التوتر في لبنان وزيارة المستشار السعودي
يبدو أن الهجمات الجوية الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت الجنوب اللبناني يوم الخميس الماضي، وما تبعها من اغتيالات وتدمير لمنازل، قد شكلت تحذيراً واضحاً للبنان بشكل عام ولحزب الله بشكل خاص. هذا الوضع يشير إلى أن الخيار العسكري لا يزال متاحة بقوة لدى إسرائيل إذا لم تسارع الدولة اللبنانية في ضبط السلاح. وقد أدرك حزب الله هذه الرسالة، حيث يعلم جيداً أن واشنطن ستقف دائماً إلى جانب إسرائيل في أي إجراء قد تتخذه. ورداً على ذلك، حاول الحزب استرضاء المملكة العربية السعودية وفتح صفحة جديدة معها، معتبراً أن الأخيرة قد تؤثر على الولايات المتحدة لوقف أي تصعيد عسكري إسرائيلي نحو الحزب في المستقبل القريب.
الضغط على حزب الله
تعكس تصريحات الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، تجاه الرياض إحساس الحزب بأن خياراته تتقلص. وتؤكد مصادر سياسية سيادية أن تحركات الحزب تتم بالتنسيق مع إيران، حيث يرى الحزب في استهداف الدوحة فرصة لتلقي موقف أكثر مرونة من المملكة تجاه “المقاومة” وأكثر تشدداً تجاه إسرائيل. ومع ذلك، تشير المصادر إلى أن حسابات الحزب قد تكون خاطئة، إذ أن الرياض تتعامل مع مسألة السلاح وفقاً لمحددات اتفاق الطائف والمقررات الحكومية. وبالتالي، فإن السعودية تفضل بناء علاقات مع الدول المؤسسية وليس مع جماعات تحمل السلاح خارج إطار الشرعية.
في السياق ذاته، حمل مستشار وزير الخارجية السعودي، الأمير يزيد بن فرحان، رسالة مهمة خلال زيارته الأخيرة لبيروت، حيث التقى رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون وعدداً من الشخصيات السياسية اللبنانية. كذلك، قام بزيارة رئيس الحكومة السابق تمام سلام ورئيس الحكومة نواف سلام، حيث ناقش معهم الأوضاع الحالية والتطورات في المنطقة.
مع وجود الوفد الأمريكي برئاسة مورغان أورتاغوس في لبنان، كان التركيز على إحداث ضغط سعودي – أمريكي لحصر السلاح وتسريع الإجراءات لحماية لبنان من أي تصعيد إسرائيلي. وقد عبرت أورتاغوس عن دعم قوي للجيش اللبناني، مؤكدة أن الولايات المتحدة ملتزمة بالاستقرار في لبنان.
في ختام الجولة، غادرت أورتاغوس بيروت متوجهةً إلى نيويورك بعد سلسلة من اللقاءات مع المسؤولين اللبنانيين حيث تم مناقشة التهديدات الإسرائيلية المتكررة وتأثيرها على جهود حصر السلاح في يد الدولة.
وسط هذه الأحداث، بدأ رئيس الجمهورية جوزيف عون والسيدة الأولى زيارة إلى نيويورك، حيث سيعقد الرئيس عون عدة لقاءات مهمة ويُنتظر أن يُلقي كلمة لبنان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

تعليقات