إغلاق صفحة المقاومة إلى الأبد: نهاية فصل تاريخي

المقاومة

حث الشيخ نعيم قاسم المملكة العربية السعودية والأطراف السياسية في لبنان على بدء مرحلة جديدة من الحوار مع “المقاومة”، مُشيرًا إلى أن الوضع بعد حدوث ضربة قطر مختلف عما قبله. وأكد على أن “إسرائيل” تشكل تهديدًا وليس المقاومة، محذرًا من أن الخطر يطول الجميع، ويجب اتخاذ خطوات فعالية لوقف هذا العدو بدلاً من دعم مشاريعه التوسعية. يبرز موقف الشيخ قاسم تمسكه بدوره وسلاحه، حيث يدعو الأنظمة والشعوب للانضمام إليه رغم الانكسارات التي تعرض لها الشعب اللبناني والدول المجاورة نتيجة لهذا النهج. يبدو أن قاسم غير مستعد للتراجع أو التعلم من الماضي، موهمًا نفسه بأن الاستنكار العربي حول انتهاكات “إسرائيل” سيفتح المجال لمصالحة جديدة.

مبادرة جديدة

تعكس دعوة الشيخ قاسم واقعًا انغلق فيه على نفسه، رافضًا الاعتراف بأفول مشروعه الذي استمد قوته من المعطيات الإقليمية السابقة. كان لعلاقته مع النظام السوري دورٌ كبيرٌ في توسيع نفوذه في لبنان، إلا أن الأحداث الجارية تشير إلى تراجع مكانته وتأثيره. فمع زوال الأسد وفتح المجال لأطراف جديدة في لبنان، فقدت إيران قدرتها على التأثير في القضية الفلسطينية، وأصبحت الأسلحة ليس لها دور بارز كما كانت في السابق.

الفرق الجوهري اليوم أن تحركات “إسرائيل” تهدف إلى كسر قواعد الاشتباك التي كانت قد وضعت، من خلال مواصلة هجوماتها على “حزب الله” لمنع إعادة بناء قوته. وتذهب الأوضاع أكثر بساطة حينما نجد أن تل أبيب أقدمت على تقليص نطاق تأثير “حزب الله”، الذي أصبح فاقدًا للوزن إلا من خلال شعارات فارغة.

في هذا السياق، تتطلع المملكة العربية السعودية إلى بناء علاقات متينة مع إيران، شريطة عدم تدخلها في الشؤون الداخلية للدول العربية. وعلى نفس المنوال، ترغب السعودية في علاقات جيدة مع جميع اللبنانيين بناءً على احترام الدستور اللبناني واتفاق الطائف. من الواضح أن “حزب الله” كان جسراً لتهديدات إيران تجاه السعودية والدول في الخليج، مما جعل الثقة بهذا المحور شبه معدومة.

لا يُمكن فتح صفحة جديدة في لبنان مع “حزب الله” إلا بعد تسليم سلاحه واعترافه بمحدودية مشروعه المُسلح، والالتزام بالدولة. إن اعتراف “الحزب” بأن وجوده العسكري قد انتهى يعتبر نعمة تحقق اللبنانيين بالاستقرار والحياة الطبيعية، خاصة بعد عقدين من المعاناة المستمرة. إن مرحلة ما يُسمى المقاومة قد انتهت، وفي حال استمر “حزب الله” في تجاهل هذا الواقع، فإن خسائره ستستمر في التزايد. يجب على الشيخ قاسم أن يتجاوز دعوتهم للانضمام لمشروعه الذي افتقد صلاحيته، ويتعاون مع السعودية نحو رؤية تُحقق الأمن والاستقرار لكافة اللبنانيين.