مقاطعة الانتخابات من قبل التيار الوطني الشيعي
علق الباحث في الشأن السياسي نبيل العزاوي، اليوم الأحد (21 أيلول 2025)، على قرار زعيم التيار الوطني الشيعي مقتدى الصدر بمقاطعة الانتخابات المقبلة، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تعكس موقفاً صارماً لا رجعة عنه بالنسبة للصدر وأنصاره. العزاوي أكد أن موقف الصدر واضح، حيث يرى أن العملية الانتخابية الحالية تفتقر إلى آليات حقيقية للتغيير، بالإضافة إلى غياب معارضة فعالة تتولى مراقبة وتصحيح العمل التنفيذي. ومن ثم، اختار الصدر وأنصاره المقاطعة كوسيلة للتعبير عن انتقاداتهم لجوانب قصور النظام السياسي.
رفض الحلول الترقيعية ورؤية للإصلاح
وأشار العزاوي إلى أن المقاطعة لا تدل على انسحاب كامل من المشهد السياسي، فمقتدى الصدر يبقى حاضراً روحياً وسياسياً، حيث يراقب العمليات السياسية ويضغط على جميع الأطراف باتجاه الإصلاح المنشود. العزاوي أوضح أن الصدر يشدد على ضرورة الإصلاحات العملية والواقعية التي تعالج المسار السياسي منذ عام 2003 مع التركيز على مصلحة الوطن والمواطن كأولوية. كما أضاف أن المشهد السياسي يتطلب فهماً معمقاً لمختلف الآراء، بين أولئك الذين يرون أن المشاركة هي طريق التغيير ومن يعتبرون المقاطعة وسيلة للضغط في ظل أزمات إقليمية تتطلب قادة فعليين للتعامل معها.
في وقت لاحق من اليوم، أصدر صالح محمد العراقي، المعروف بـ”وزير” مقتدى الصدر، بياناً مطولاً يوضح فيه الأسباب التي دفعت التيار الصدري لمقاطعة العملية السياسية. أكد البيان أن قرار المقاطعة ليس جديداً بل قد تم اتخاذه في الماضي من جانب أطراف أخرى. كما أشار البيان إلى أن التيار تمكن من تحقيق بعض الإنجازات، مثل عطلة عيد الغدير، بدون الحاجة لنواب، مما يدل على أن التأثير يمكن أن يتحقق خارج البرلمان.
كما حرص البيان على تأكيد وجود التيار الصدري كمدافع عن الدين والوطن، سواء داخل العملية السياسية أو خارجها، مع استعدادهم لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية. كما طرح العراقي تساؤلات مشروعة حول كيفية إعطاء الأصوات لمن يتهمون التيار بأجندات خارجية أو أولئك الذين تسببوا في أزمات معينة مثل تفكيك مصفى بيجي. ورفض البيان فكرة أن البديل للمقاطعة هو عودة البعثيين، مؤكداً بدلاً من ذلك على ضرورة الإصلاح الشامل وتغيير الوجوه السياسية القائمة لضمان استعادة العراق لخدماته المفقودة وتأمين حدوده.

تعليقات