الوباء الصامت يضرب زامبيا: 4 وفيات وألف إصابة تتجاهلها الأنظار

في تطور مقلق يعكس انتشار فيروس جدري القردة بشكل سريع في أفريقيا، أعلنت وزارة الصحة في زامبيا عن تسجيل حالتي وفاة جديدتين مرتبطة بالمرض، مع وجود 1299 حالة إصابة مشتبه بها حتى الآن، وارتفاع إجمالي الوفيات إلى أربع منذ بداية الجائحة في أكتوبر 2024.

فيروس جدري القردة وتأثيره في أفريقيا

كما أكدت السلطات تسجيل 18 حالة إصابة جديدة خلال الأيام العشرة الماضية، مما يزيد العدد الإجمالي للحالات المؤكدة إلى أكثر من 250 حالة، وسط مخاوف من تفشٍّ أوسع بسبب سلالة فيروسية أكثر فتكا. ووفقًا للبيان الرسمي الصادر عن المعهد الوطني للصحة العامة في زامبيا، فإن إحدى حالات الوفاة الجديدة جاءت من مقاطعة الوسط، حيث يُعتقد أن الضحية كان يعاني من أعراض حادة مثل الطفح الجلدي والحمى المرتفعة، ولم يتمكن من الحصول على العلاج في الوقت المناسب نتيجة نقص الموارد الطبية في المناطق الريفية.

التحدي الوبائي الذي يواجه القارة

أدى هذا الوضع إلى تعزيز الإجراءات الوقائية، بما في ذلك فحص أكثر من 500 جهة اتصال محتملة، بالإضافة إلى توزيع اللقاحات المحدودة على الفئات ذات الخطورة العالية مثل العاملين في القطاع الصحي والأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة. يعتبر فايروس جدري القردة، المعروف حديثاً باسم «Mpox» من قبل منظمة الصحة العالمية، مرضاً فيروسياً ينتقل بشكل رئيسي عبر الاتصال الجسدي المباشر، بما في ذلك الاتصال الجنسي أو التعرض لسوائل الجسم، بالإضافة إلى الاتصال بالأسطح الملوثة أو الهباء التنفسي في الحالات الشديدة. يتسبب فايروس جدري القردة في أعراض تتضمن الحمى والصداع والطفح الجلدي والتقرحات، كما يمكن أن يسبب مضاعفات خطيرة مثل الالتهاب الرئوي أو التهاب الدماغ لدى الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة، وخصوصًا الأطفال والحوامل.

بدأ هذا الوباء الحالي في أفريقيا في سبتمبر 2023 في جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث سُجلت أكثر من 16,000 حالة و500 وفاة بحلول أغسطس 2024. وقد أدى ذلك إلى إعلان حالة طوارئ صحية دولية في أغسطس 2024، في ظل انتشار سلالة جديدة أكثر انتقالًا وفتكًا. في كل أنحاء القارة، تخطى عدد الحالات المؤكدة 105,000 حالة بحلول عام 2025، مع اقتراب الوفيات من 2,000 حالة، حيث تركز 80% من الحالات في الكونغو الديمقراطية.

في زامبيا، تم الإبلاغ عن أول حالة في أكتوبر 2024 بوجود مواطن تنزاني، ما أثار المخاوف بشأن إمكانية انتشار الفيروس عبر الحدود. أدى هذا الانتشار إلى إغلاق بعض الأسواق الحدودية مؤقتًا وإطلاق حملات توعية في المدارس والمجتمعات، بمعونة من منظمة الصحة العالمية التي وعدت بإرسال 10,000 جرعة لقاح إضافية. ومع ذلك، يحذر الخبراء من أن الوفيات الثلاث، والتي كانت على الأغلب بين الأطفال وكبار السن، تشير إلى فشل في الكشف المبكر، حيث يصل معدل الاختبار إلى 66% فقط من الحالات المشتبه بها. يُعزى الانتشار السريع إلى نقص اللقاحات، حيث حصلت زامبيا على دفعة أولى من 5,000 جرعة في يناير 2025، بالإضافة إلى التحديات في قطاع الرعاية الصحية، والوعي المحدود لدى السكان في المناطق الريفية.

صرح الدكتور سيبوليا سياكاليما، وزير الصحة الزامبي، قائلًا: “نحن نواجه تحديًا كبيرًا، ولكن تعزيز الاختبارات وفرض إجراءات الحجر الصحي سيكون له دور في احتواء الوباء قبل أن يتحول إلى كارثة”.