الفلكيون يكتشفون ظاهرة مذهلة في سماء عرعر: بقعة واحدة تتجاوز توقعات العلماء!

النشاط الشمسي في سماء عرعر

شهدت سماء مدينة عرعر في منطقة الحدود الشمالية ظاهرة فلكية مميزة، حيث استطاع المصور الفلكي عدنان خليفة توثيق ظهور سبع بقع شمسية عملاقة بشكل واضح على سطح الشمس. تعكس هذه الظاهرة زيادة ملحوظة في النشاط الشمسي الذي يثير اهتمام العلماء في مجال الفلك.

الظواهر الشمسية المثيرة

وأشار رئيس نادي الفضاء والفلك زاهي الخليوي إلى أن هذه البقع الشمسية تعتبر مناطق داكنة تنبض بنشاط مغناطيسي قوي، وهي تتميز بأنها أقل حرارة من المناطق المحيطة بها. وأضاف أن هذه البقع قد تكون دليلًا على ظهور ظواهر فلكية أكبر مثل التوهجات الشمسية والانبعاثات الكتلية الإكليلية.

كما أوضح الخليوي أن هذه الانبعاثات يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على أنظمة الاتصالات والأقمار الاصطناعية إذا ما بلغت مستويات عالية من القوة، مما يجعل رصد هذه البقع ضروريًا لتقدير المخاطر المحتملة. وقد أسفرت الرصدات الأخيرة عن تحديد سبع بقع شمسية مرقمة وهي 4220 و4216 و4217 و4221 و4223 و4225 و4226، مما يعكس نشاطًا شمسيًا مرتفعًا خلال هذه الفترة.

البقعة الأبرز هي رقم 4220، التي تبلغ مساحتها حوالي 290 مليون كيلومتر مربع، وهي مساحة ضخمة مقارنة بكواكب صغيرة في المجموعة الشمسية. وأكد الخليوي أن هذه البقعة لا تزال نشطة، مما يثير توقعات بتسجيل تطورات جديدة في الأيام القادمة قد تهم الباحثين وهواة الفلك على حد سواء.

وأشار الخليوي إلى أن متابعة هذه الظواهر تتم من خلال أدوات فلكية متخصصة وفلاتر لحماية العين والكاميرات، مما يسمح بدقة كبيرة في رصد تفاصيل سطح الشمس. وقد أكد أن الرصد العلمي لهذه البقع هو جزء من جهود واسعة لفهم دورة النشاط الشمسي التي تمتد عادة لنحو 11 عامًا.

وأشار إلى أهمية هذه الظواهر للباحثين في الطقس الفضائي، إذ لها تأثيرات مباشرة على المجال المغناطيسي الأرضي والشبكات الكهربائية. وقد يُنتج عن التوهجات الناتجة عن هذه البقع مشاهد رائعة من الشفق القطبي في المناطق القريبة من القطبين، مما يضيف قيمة علمية وجمالية لهذه الظواهر.

الجدير بالذكر أن المملكة شهدت اهتمامًا متزايدًا بعلوم الفضاء والفلك في السنوات الأخيرة، بدعم من رؤية 2030 التي تهدف إلى تعزيز البحث العلمي والابتكار في هذا المجال. هذه الأحداث تشكل فرصة تعليمية للطلاب والمهتمين للتعرف عن قرب على تأثيرات الشمس على كوكب الأرض.

النشاط الشمسي الحالي يشير إلى مرحلة متقدمة من الدورة الشمسية متوقعًا أن يصل إلى ذروته خلال العامين القادمين، مما قد يسفر عن مزيد من الظواهر الفلكية المثيرة. وأكد الخليوي أن سماء المملكة غنية بالفرص العلمية، خاصة في المناطق الشمالية التي تتميز بصفاء الأجواء.

وأشار إلى أن التعاون بين المصورين الفلكيين والباحثين يمكن أن يسهم في تكوين قاعدة بيانات شاملة لمتابعة النشاط الشمسي وتأثيراته بدقة، حيث أن كل بقعة شمسية تحمل بصمة مغناطيسية خاصة بها وتعتبر دراستها مفتاحًا لفهم تفاعلات الشمس. هذه الظواهر تشكل نافذة مميزة لعشاق الفلك لتعزيز شغفهم بالعلم، وتجسد الارتباط الوثيق لكوكبنا بالنجم الذي يمنحنا الحياة.